تمتد المناطق الخضراء بمدينة جندوبة على مساحات شاسعة وبمواقع مختلفة من المدينة لكن الحالة التي أصبحت عليها أغلب هذه المناطق تبعث على الاستغراب والريبة جراء ما لحقها من إهمال وسوء حال من ذلك انها تحولت الى مراع للحيوانات. هذه المساحات الخضراء وجراء الإهمال وغياب الصيانة من طرف بلدية المكان ذبلت أعشابها وأشجارها وفارقت الحياة بلا رجعة وأتلف ما بقي منها بفعل التهشيم وعبث العابثين هذا إضافة لتراجع المساحات والمناطق الخضراء بفعل استحواذ بعض الأشخاص لقطع أرض وتشييد أكشاك .
وغياب دور البلدية تمثل في إلغاء دوريات ري الأعشاب والأشجار والأزهار وصيانتها وتعهدها بالتقليم والتحمير والمداواة وكذلك غياب حراس يؤمنون سلامتها من عبث العابثين هذا إضافة لسلبية المواطن في التعامل مع هذه المكاسب من خلال السكوت حينا والإعتداءات والمشاركة فيها أحيانا أخرى وكلا الموقفين ينم عن لا مسؤولية في عدم الحفاظ على الممتلكات العامة.
بعد أن تراجعت الأعشاب المزروعة وأشجار الزينة تحولت المساحات الخضراء إلى مراع خصبة ترتع فيها الأبقار والأغنام بعد أن غزتها الأعشاب الطفيلية بلا حساب وتحولت الى غذاء يسيل لعاب أصحاب الحيوانات لاسيما قرب المستشفى الجهوي وأمام الجامعة يحدث ذلك في ظل صمت الجميع وسلبية موقف البلدية .
ولا يقتصر الاعتداء على الأشجار والعشب بالرعي بل يتجاوز ذلك لتهشيم وتحطيم الكراسي والمزهريات الفخارية ونافورات الماء التي تحولت بفعل عبث العابثين لحطام وفي ذلك خسارة مادية وجمالية للمدينة التي فقدت جزءا من هيبتها وجمالها وعلى أهلها الذين خسروا مكسبا هاما يوفر لهم الاستجمام وراحة البال.
وضع المساحات الخضراء التي غادرتها الخضرة منذ مدة بمدينة جندوبة يتطلب مراجعة جذرية تعيد لها دورها الحقيقي وتجنبها كل إهمال واعتداء مهما كان نوعه ومصدره وهو دور منوط بعهدة البلدية أولا والمواطن ثانيا.