عمادة «قصر المزارة» التابعة لمعتمدية بئر الحفي تعاني من النسيان والتهميش والحرمان. وتعتبر الفلاحة بهذه المنطقة قطاعا استراتيجيا حيث تستقطب أعدادا هائلة من اليد العاملة النشيطة، وتساهم في الإنتاج الوطني من خضروات وحليب.
تتميز هذه الجهة بكثرة آبارها. ونظرا لاستغلال مياهها المفرط زادت نسبة الملوحة بها وأصبح استهلاكها يمثل خطرا على صحة أكثر من 200عائلة. ورغم ذلك فالمواطنون يجدون أنفسهم مجبرين على شرب هذه المياه الملوثة بمادة الكلس والتي أضرت بكثير من الأفراد إلى درجة أن ظاهرة أمراض الكلى تفشت في المنطقة بشكل ملحوظ.. ورغم نداءات كثير من العائلات بهذه المنطقة لربط منازلهم بشبكة الماء الصالح للشرب التابع لشركة «الصوناد» والتي لا تبعد عن التجمعات السكنية الا 1كلم. لم تجد مطالبهم آذانا صاغية وبقيت العائلات المتضررة تعاني وتنتظر لفتة من السلط المحلية والجهوية لتوفير ابسط مقومات العيش الكريم لهم.فحتى المدرسة الابتدائية بالنصايبة والتي تضم ما يزيد على 120 تلميذا وتلميذة يجدون صعوبة في الحصول على الماء مما يضطرهم إلى حمل قوارير من منازلهم لتزيد من وزن المحفظة الذي يمثل لوحده مشكلا أساسيا لأغلب المتعلمين، لانعدام الحنفيات بالمدرسة والماء الصالح للشرب أحيانا فحتى إن وجد فيتم وضعه في أوان غير صحية يمكن أن تمثل خطرا على صحتهم.
أهالي منطقة «قصر المزارة» المهمشون والمحرومون الذين أنهكهم الفقر وانتشرت في صفوف شبابهم البطالة ،لم يغنموا شيئا من الثورة فزادت أوضاعهم سوءا وحياتهم مشقة وظروفهم تعاسة. يناشدون السلط المحلية النظر في مشاغلهم والاهتمام بمطالبهم لينعموا بجزء بسيط من العيش الكريم الذي لطالما حلموا به كثيرا ولا يزال بعيد المنال في ظل الوضع الحالي.