«أسوام من نار والزوالي ماعادش خالط على كعبة طماطم» ..بهذه الكلمات نسجت مواطنة صورة حقيقية للمقبلين على شراء الطماطم من سوق الحنشة .. فالأسعار التهبت وتزامن لهيبها مع الصمت التام للجهات المعنية .. مريم امرأة في سن ال 33 التقيناها بسوق الحنشة تائهة وسط الزحام , مصدومة بأسعار الطماطم تبحث عن ثمن يتماشى مع مقدرتها الشرائية الهشة.. خيرات كثيرة تعترضك وأنت تتجول وسط كم هائل من الخضر والغلال المتنوعة وضعت في صناديق بانتظام لتكون أكثر سحرا وجاذبية لتشد نظر المستهلك وتجعله يقبل على شرائها.
عزالدين بائع خضر، يرد الارتفاع المشط لأسعار الطماطم الى سيطرة عدد قليل من كبار التجار على السوق وتحكمهم في اسعار المنتوجات , مؤكدا انه بذلك يصبح مجبرا على الترفيع في سعر الطماطم.
ويفسر محمد تاجر هذا الارتفاع الخيالي في الأسعار بقانون العرض والطلب قائلا : « الطماطم كي تكثر ترخص وكي تقل تغلى واليوم الطماطم قليلة فمن الطبيعي ان تكون اسعارها مرتفعة ، مضيفا ان السبب الرئيسي هو التصدير العشوائي إلى القطر الليبي الشقيق.
في المقابل يقول علي وهو يغادر السوق بقفة فارغة: « هذه السوق بالذات الأسعار فيه دائما مرتفعة توفرت فيها المنتوجات او لم تتوفر وذلك خلافا لباقي الأسواق مضيفا «الزوالي ما عادش داخل لهذه السوق... ».
والواقع أن أسعار الطماطم الملتهبة في سوق الحنشة ، تعكس ارتفاع بقية المواد الاستهلاكية ، فمتى تتدخل الجهات المعنية بما يساعد المواطن وخاصة أصحاب الدخل المحدود ؟ .