حي النوامر هكذا سماه متساكنوه, حي كبير يبعد مئات الأمتار عن وسط المدينة, الكثير من سكانه يتذكرون كيف كان هذا المكان قبل أن ينشأ الحي , كان «نوامر» فعلا تحت تصرف عدد من الأفراد, لم تتدخل الجهات المعنية لمسحه وتهيئته. سكان هذا الحي يشكون من انعدام كلي للمرافق الضرورية، كشبكة الصرف الصحي وشبكة الماء الصالح للشراب ومختلف الخدمات الأخرى، مما جعلهم يطالبون ككل مرة بلفتة لهذا الحي سواء بمطالب إلى المسؤولين أو عبر وسائل الإعلام لكن لا من مجيب، حيث أكد العديد من المواطنين أن حيهم يفتقر لأدنى متطلبات العيش الكريم ,كما أشاروا إلى مشكلة الإنارة العمومية التي تعتبر غائبة تماما، الأمر الذي حرمهم من الخروج ليلا إلا عند الحالات الاستعجالية وهو ما ولّد حالة من الخوف لدى بعضهم، كما أشاروا أيضا إلى أنهم سجلوا العديد من محاولات السرقة دون تتبع أصحابها أو وجود بعض الغرباء عن الحي دون التعرف عليهم بسبب عدم وجود الإنارة العمومية. ناهيك عن غياب المرافق الخدماتية والتي يأتي في مقدمتها مركز للصحة العمومية ومركز بريد الأمر الذي يضطر العديد من المتساكنين إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مستوصف حي أولاد شلبي مثلا للعلاج أو المراقبة الصحية أو مركز البريد بحي أولاد بالهادي وغيرها، كما تحدثت بعض العائلات عن غياب المرافق الخاصة بالترفيه لأطفالهم الذين يتنقلون إلى وسط المدينة أو إلى أحياء أخرى من اجل ممارسة نشاطاتهم الرياضية والترفيهية. ومن جهة أخرى اشتكى جل المتساكنين من نقص التهيئة الحضرية، خاصة أن بعض الطرقات لا تزال عبارة عن مسالك ترابية مهترئة، بسبب الحفر وأكداس التراب والأحجار المرمية هنا وهناك وعلى طول الطريق ,حيث يزداد الوضع تأزما كلما تنزل الأمطار فتتحول بعض الأماكن فيه إلى مستنقعات يصعب عبورها سواء بالسيارات أو مترجلين أن حي النوامر لم يعرف أي عملية تهيئة كغيره من الأحياء الأخرى في مدينة سيدي بوزيد وحتى الحديثة منها، أما الروائح الكريهة المنبعثة من مصب الصرف الصحي فالحديث عنها يطول فهذا المصب قريب من الحي، مما أثار انزعاج وخوف السكان من أن تحدث هذه الروائح بعض الأمراض لا قدر الله. كما طالب سكان هذا الحي بإنشاء مدرسة ابتدائية لاختزال المسافة على أبنائهم الذين يرافقونهم ذهابا وإيابا لبعد اقرب المدارس عليهم ولما لها من تأثير على نتائجهم وللإشارة فقد كانت هناك نية لبناء مدرسة بهذا الحي ويذكر انه قد وقعت دراستها وتم اختيار مكان لها, لكن هذا الأمر حجب لأسباب مجهولة.