في أول تصريح له بعد فوزه برئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم وعد وديع الجريء الجميع بأن ملف واقع الشبان بمختلف أنحاء البلاد سيكون أول الملفات التي سيتم تناولها بالدرس من طرف أعضاء المكتب الجامعي , هذا الخطاب لم يأت من فراغ باعتبار التهميش والمعاناة الكبيرة التي تتخبط فيها هذه الأصناف . «الشروق» تسلط الضوء على واقع شبان كرة القدم بصفاقس وتكشف المستور الذي يصر البعض على التكتم عنه . ينص قانون الجمعيات الرياضية لكرة القدم على ضرورة تخصيص 20 بالمائة من منحة المؤسسات العمومية (منحة البلدية والولاية..) التي تصل خزينة كل جمعية لأصناف الشبان وتؤكد التوصيات على ضرورة العناية بهذه الفئة وتأطيرها ورعايتها ...
هذه القوانين التي تلزم النوادي ببعث أصناف الشبان كشرط للانخراط بجامعة كرة القدم لا تجد المتابعة الفعلية وإنما تبقى حبرا على ورق نظرا للتجاوزات العديدة التي تصدر من مختلف الأطراف بين الحين والآخر . نادرا ما تعول الجمعيات الرياضية على إطار فني مختص في كرة القدم للإشراف على تدريب أصناف الشبان إذ عادة ما تلتجئ إلى خدمات بعض قدماء اللاعبين مقابل منح زهيدة , و عن هذه المسألة يقول عبد الجليل الزناتي (عضو بالرابطة الجهوية بصفاقس) « قلة ذات اليد والضغط على المصاريف من الأسباب الرئيسية التي تجعل النوادي تضطر للتضحية بأصناف الشبان سواء عند التعاقد مع المدربين أوأثناء القيام بالتربصات الفنية السيد عبد الباقي زعتور ( رئيس جمعية سابق ) يرى أن كرة القدم التونسية مازالت بعيدة عن الإحتراف لغياب الإمكانيات المادية ويؤكد أن رؤساء الجمعيات يعتقدون أن صنف الأكابر هوالقاطرة التي تسير وراءها بقية الأصناف لذلك يستأثر هذا الصنف بأكبر نسبة من ميزانية الجمعية .
في حين يعاني الشبان من ظروف تعيسة جدا أثناء التمارين بغياب التغذية والرعاية الصحية وافتقار للتجهيزات الرياضية وغياب الكفاءة في الإطار الفني , وأثناء المقابلات عادة ما يتم نقل كافة اللاعبين (حوالي 20 شابا ) في سيارة نقل ريفي وحيدة وهي مغامرة محفوفة بالمخاطر.
هذه الوضعيات تشترك فيها أغلب الجمعيات بالجهة ( عقارب جبنيانة حزق واللوزة المحرس الصخيرة). وبالمقابل تلقى أصناف الشبان ببعض الجمعيات رعاية محترمة على غرار الأهلي الصفاقسي ويمثل فريق الرالوي الاستثناء إذ يعتبر منذ تأسيسه مدرسة في تكوين الشبان نظرا لمجانية التنقل وعقلية الهيئة المديرة المتكونة من عاملين بإدارة شركة السكك الحديدية , أصوات جمعيات الرابطات الجهوية والهواة هي التي حسمت انتخابات أعضاء المكتب الجامعي لجامعة كرة القدم ورجحت الكفة لرئيس الجامعة الجديد وديع الجريء الذي من المتوقع أن يعمل كل ما في وسعه من أجل دعم هذه الجمعيات والاستماع لمقترحاتهم من أجل النهوض بأصناف الشبان , وفي هذا السياق يقترح هشام بن صالح (ممرن) انتخاب هيئة لأصناف الشبان بكل الجمعيات تتمتع باستقلالية مالية عن الهيئة المديرة للفريق وتلتزم بحسن إنفاق كل الامكانيات المادية المرصودة لهذه الأصناف والعمل على تكوين هذه البراعم, في حين يطالب آخرون بضرورة تكفل الجامعة بالنهوض بتخصيص إعتمادات مالية قارة لأصناف الشبان وتكوين لجان متابعة تشرف على النهوض بكرة القدم بمختلف الجمعيات الرياضية و جهات البلاد.