تعد مدينة قلعة سنان حوالي 6000 ساكن يوجد بها مستوصف محلي يفتقر الى التجهيزات الضرورية. لقاؤنا الأول كان مع أحد المرضى وهو السيد عز الدين عسكري وهو معاق عضويا حيث أنه مبتور الساقين ويعاني من أمراض عدة منها ضغط الدم، السكري والأعصاب ولئن كانت عياداته في كل من مستشفى شارل نيكول ومعهد التغذية بتونس فانه من المفروض أن يحصل على دوائه كل 15 يوما من مستوصف قلعة سنان لكنه يؤكد وأنه لم يتحصل على دوائه مرة واحدة مع بعضه ومن الواجب لأن يحصل على مجموع الدواء والاّ كان عرضة لعديد المضاعفات وهنا يضطر للتنقل الى تونس العاصمة لجلب دوائه كل 15 يوما وكما يؤكد أن المشكل ليس في التنقل بل كل المشكل أنه يحتاج الى مرافق بحكم اعاقته ويكون من السهل عليه لوتوفر كل الدواء مع بعضه في المستوصف .
في هذا الجانب يقول السيد محمد منير الزنداوي ناظر الصحة العمومية بقلعة سنان وأنه يتم جلب الدواء كل 15 يوما من المستشفى المحلي بتاجروين وهنا يكمن المشكل حيث يتحكم المسؤول هناك في النوعية والكمية كما لا تتوفر دائما وسيلة النقل لجلب كمية الدواء هذه مما يولد نقصا في أدوية الأمراض المزمنة خاصة كما أن ارتفاع عدد المرضى بصفة متواصلة يؤثر على النقص في الدواء.
كما يعاني المستوصف أيضا في نقص حاد في الوسائل من ذلك أن آلة تخطيط القلب E.C.G معطبة والصيانة أثبتت عدم صلاحيتها. تقول السيدة الزهرة حمدي ممرضة بحكم نقص الدواء والوسائل نتعرض لصعوبات عدة ونكون دائما عرضة لما يطلقه المرضى من عنف «نحن دائما في الواجهة» فحتى آلة قيس ضغط الدم tensiomètre لا نملك منها غير واحدة وهي غير كافية في مستوصف معدل عياداته اليومية حوالي 80 مريضا. فالوصفات الطبية غير موجودة ونلتجا في أغلب الأحيان الى نسخها أو الكتابة على أوراق بيضاء وكذلك البطاقات الطبية غير متوفرة ولك هنا حرية التصرف بأن تلتجا الى الورق الأبيض المقوى ... كما يعاني عدد كبير من المرضى من أمراض الكبد بمختلف أنواعها hépatite ومع النقص الحاد الذي نعانيه في الوسائل ورغم عمليات التعقيم المتتالية التي نقوم بها يوميا فالخوف كل الخوف من العدوى.
تلك هي حالة مستوصف قلعة سنان مع بنيته المهترئة والتي تتطلب تدخلا عاجلا لحمايته، ورغم ما يبذله الاطارين الطبي والشبه الطبي من مجهودات كبيرة يبقى نقص الأدوية والوسائل عائقا يؤرق الجميع في انتظار أن يكتمل بناء المستشفى المحلي الذي بدأت أشغاله مؤخرا وهو حلم الجميع في قلعة سنان.