بدأ العدّ التنازلي لموسم المهرجانات الصيفية وهو الموسم الاهم بالنسبة للمطربين والفكاهيين وكل المجموعات المجهولة التي تزحف على المهرجانات وتبيع عروضها بأسعار رمزية لكنها تغنم الكثير من العروض في غياب شبه تام للمسرح التونسي الذي لا يعيش الا من وزارة الثقافة والشباب والترفيه. من ضمن العوائق الأساسية للمهرجانات هو انخرام التوازن اذ ان الجانب الترفيهي و»المنوعاتي» هو الغالب فهيئات المهرجانات حتى الدولية منها ترفض اقتناء عروض مسرحية جادة لاسماء معروفة وبأسعار لا تتجاوز الالفي دينار وتقتني عروضا بعشرات الآلاف من العملة الصعبة لمطربين أنتجتهم الفضائيات التي سممت الذوق الفني. وجود المطربين العرب والتونسيين ضروري في المهرجانات لكن وجود العروض المسرحية والموسيقية التي فيها بحث فني ورؤية جمالية ضروري ايضا اما أن تتحول المهرجانات الى سهرات للفن الشعبي وللفكاهة فقط فهذه ظاهرة سلبية لابد أن تقف لها الوزارة التي بقيت هي الوحيدة التي تنتج وتسوق المسرح التونسي في غياب تام لكل الاطراف الاخرى وخاصة البلديات التي لا يقدّم أغلبها أي شيء للثقافة! ان الوزارة لا تستطيع ان تتحمل لوحدها أعباء المسرح التونسي لكن لابد من اعادة تأهيل المهرجانات الصيفية حتى يوضع حد لظاهرة المجموعات الفنية التي لا تظهر الا في الصيف لتغنم كل العروض في حين يكتفي الفنانون الذين يعملون طيلة السنة بالفرجة أو الحسرة!