رأى الدكتور عبد الله الأشعل، السياسي المصري البارز وأستاذ القانون الدستوري في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من القاهرة أن مصر مهدّدة بثورة ثانية في حال وصول رجل مبارك، أحمد شفيق الى كرسي الرئاسة. وقال الدكتور عبد ا& الأشعل إن مسألة التمويل الأجنبي أثرت بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية المصرية.
كيف تقيّم نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية... وما هو تفسيرك لحصول أحد رجال مبارك على المرتبة الثانية في هذه الانتخابات؟
أنا في الواقع أودّ أن أشيد في البداية بهذه الانتخابات النزيهة والشفافة ولكن أرى أنه كان هناك لغز محيّر يتعلّق بالمرشح أحمد شفيق وكيفية حصوله على ذلك الكمّ في الأصوات... هذا في اعتقادي يؤكد أن هناك عمليات تزوير قد وقعت ذلك أن حملة شفيق قد لجأت الى كل الحيل للحرس القديم ومن أجل استقدام الناخبين... ولكن كان هناك أيضا لغز آخر أو دعنا نقول بالأحرى مفاجأة أخرى... وهي تتمثل في فوز حمدين صباحي... وهذان المرشحان لعبا على وتر الانحياز الى الفقراء والمستضعفين... وعلى وتر كراهية الاخوان المسلمين... وهذه النظرة مهمّة لهما من أجل حصد ذلك الكم الكبير من الأصوات... ولكن هذه النظرة لا أعتقد أنها ستلقى مفعولها خلال جولة الاعادة بين مرسي وشفيق... لأنني أتصوّر أن الشعب المصري تفطّن اليوم الى هذه الخدعة وأعتقد أنه سيتوحّد ضد فلول نظام مبارك ويدرك أن القضية هي اليوم ليست قضية حبّ أو كره للاخوان المسلمين بل هي قضية وطن مصالحة ووحدته قد تتهدّد في حال عودة نظام مبارك عبر «نافذة» أحمد شفيق... كيف ترى ملامح الخارطة السياسية الجديدة في مصر؟
نحن دخلنا اليوم فعلا في مرحلة حرجة... ولكن كما قلت، في الاخير ستؤول الكلمة لصوت الثورة... وهذه الثورة التي أطاحت بمبارك هي قادرة ومصمّمة على الاطاحة بكل رموزه.
هل نفهم من كلامك هذا أنك لا تستبعد قيام ثورة ثانية في مصر؟
نعم، أنا أتوقّع حصول ثورة ثانية في حال فوز شفيق عبر التزوير...
ولكن هناك من يتوقع حصول مواجهة أيضا بين العسكر والاخوان في حال فوز مرسي؟
هذا الأمر وارد فعلا... لكن أعتقد أن المعسكر المحسوب، بدوره على نظام مبارك ليس من مصلحته الدخول في مواجهة مع الشعب المصري... وبالتالي سيضطر في النهاية الى الرضوخ الى الارادة الشعبية... والقبول بمرسي كرمز لهذه الارادة وللثورة المصرية... وهذه الثورة لا تزال حية اليوم لدى كل مواطن مصري... وكل الشعب سيقف بالمرصاد لأية محاولة تستهدف عودة النظام المخلوع واعادة انتاجه من جديد.
هناك حديث كبير عن مسألة التمويل الاجنبي... الى أي حد دكتور عبد ا&، كان لهذه المسألة تأثير في الانتخابات الرئاسية المصرية؟
ما نقوله صحيح لأن معظم المرشحين تلقوا أموالا من جهات أجنبية... فأبو الفتوح تلقّى دعما من أمير قطر ومن الوليد بن طلال وتركيا... وحمدين صباحي كان يأخذ أموالا من صدّام والقذافي ثم حصل على أموال من الخليج... وشفيق تلقى أموالا من النظام السابق... وبالفعل فإن قضية القوّة المالية كان لها دور كبير في هذه الانتخابات...
وأنت هل قبضت أموالا؟
... لهذا أنا خيّرت الانسحاب!! (ضاحكا).
وماذا عن الدكتور محمد مرسي الذي تنازلت له؟
أنا أعطيت صوتي لأنني أعتقد أن محمد مرسي هو الرجل المناسب في المرحلة القادمة... وأنه هو الرجل الذي يمكنه أن يكون الأمين على الثورة المصرية وعلى مبادئها وأهدافها.