الشيخ حسين العبيدي هو خرّيج زيتوني ومتحصّل على الشهادة العالمية وهو من رفع قضية من أجل إرجاع التعليم الزيتوني.. كان ل«الشروق» حديث معه حول القضية وتاريخ التعليم الزيتوني في تونس. يقول الشيح حسين إنه زيتوني الأصل، وإن الزيتونة ألغي التعليم فيها منذ 50 سنة تحديدا سنة 1961. واعتبر أن بورقيبة قد استعمل «الحيلة» في إنهاء التعليم الزيتوني، وقد أقال الشيخ الامام الطاهر بن عاشور قبل ذلك من منصبه. وتتمثل «الحيلة» في أنه عمد الى منابع العالمية ومن أين تصرف الرواتب للمدرّسين والأساتذة والمشايخ وتصرّف في الأوقاف والحبس التي كانت على ملك جامع الزيتونة.
وقام بورقيبة، حسب الشيخ حسين، بإلغاء الأحباس والأوقاف وألغيت وزارة الأوقاف، وهو ما أجبر المدرّسين والأساتذة على الالتحاق بالتعليم الحكومي للحصول على رواتب وهكذا تفرّق الزيتونيون، فيما عمل آخرون في قطاعات أخرى و«تشرّدوا».
واعتبر الشيخ حسين أن 7 نوفمبر الأليم واصل إقصاء التعليم الزيتوني في 1988 و1990 وقع اقتحام إدارة الهيئة العلمية ليلا بعد الثانية والنصف وفي 26 جويلية 1990 حاول النظام وقتها إلباس تهمة خلع بيوت اللّه بالزيتونيين.
ويقول الشيخ حسين إنه قام بمعاينة وحجة وحصل على وثائق احتفظ بها الى أيام الثورة حيث قدم قضية لاسترجاع التعليم الزيتوني لتزيح الثورة الغطاء على الموضوع.. وقام خمسون محاميا برفع القضية التاريخية ليحكم القاضي لصالح الزيتونيين. وأشار الى أن بورقيبة حاول إنشاء جامعة ومؤسسة تعليم عال هي جامعة الزيتونة لذرّ الرماد على العيون لكنها لم تخرج حسب رأيه لا أطباء ولا صحفيين. تاريخ وتدريس
كان جامع الزيتونة، حسب شهادة الشيخ حسين العبيدي التاريخية، يدرّس جميع أصناف وأنواع التعليم لتتوّج الدروس بالأهلية.. أما المراحل العليا فتتوّج بالعالمية. وتحدّث الشيخ عن تعزيز جامع الزيتونة من خلال إرجاع تعليمه والتتويج بالعالمية بعدة اختصاصات منها الطب والهندسة والصحافة والبحوث. وهناك حاليا 50 طبيبا سيقومون بإجراء مناظرة، حسب رأيه، لمن يريد دراسة الطب. وأشار الى ضرورة أن يتمتع الطبيب بأخلاق وحب للمهنة. لا للتسييس... نعم لعودة الأوقاف
أكد الشيخ حسين أن التعليم في جامع الزيتونة والمشايخ الذين فيه مستقلون ولا حزب سياسيا لهم وقال إن الفصل الأول من التدريس في الجامع يؤكد أن جامع الزيتونة مؤسسة إسلامية علمية تربوية مستقلة لا دخل للغير فيها. وأضاف أنهم سيطالبون بعودة الأوقاف التابعة للجامع والعقارات التابعة للزيتونيين. برنامج تعليم
حسب شيخ جامع الزيتونة ورئيس هيئة التدريس فإن برنامج التعليم بجامع الزيتونة أصدره الطاهر بن عاشور سنة 1954 وقد أدخل عليه تجديدا في العلوم وكان يدرس الفرنسية والانقليزية وهو تعليم يدافع عنه الزيتونيين ويقولون إنه يواكب العصر ومتجدّد. وأضاف ان هناك أساتذة وزيتونيين مستعدون لتدريس العلوم في اللغة والفقه، أما في ما يتعلق ببقية الاختصاصات فالجامع منفتح على الكفاءات في العلوم والرياضيات وغيرها من الاختصاصات، كما أن جامع الأزهر أبدى انفتاحه لتقديم الطاقات والخبرات مجانا للمساعدة الى عودة التعليم الزيتوني. تاريخ وحاضر
وكان جامع الزيتونة أيام ازدهاره يدرّس 25 ألف طالب وكانت له فروع في كامل أنحاء البلاد وفرعان في الجزائر. وقد درّس بالزيتونة علماء مثل ابن خلدون والبرزلي والأبْي وابن الجزّار الجرّاح المعروف وكان له أقسام خاصة بالنساء تخرّجت منه احدى أميرات تونس التي بنت جامع القرويين اليوم.
ومن الأسماء التي درست بجامع الزيتونة نجد الرئيس الجزائري السابق بومدين، كما درس به السينغاليون ومن الصومال ونيجيريا وليبيا وكان «كعبة» شمال إفريقيا. الدروس بجامع الزيتونة تنطلق هذه الأيام وهناك، حسب الشيخ حسين العبيدي، حوالي 1800 مرسّم حتى الآن بين إناث وذكور، وستقام دروس في جامع سيدي يوسف للإناث، كما سيقع افتتاح 25 فرعا من الجامع بكامل أنحاء الجمهورية منه فرع بسوسة هذه الأيام.
عموما أكد الشيخ حسين أن لهيئة التدريس بالجامع ول«الزيتونة» فرع نزاعات ومحامين وسيقومون برفع قضية ضد كل من «تاجر» باسم الزيتونة وجامع الزيتونة سياسيا وعربيا وعلميا وفي كل المجالات.