حذرت طهران أمس الغرب وأتباعه من العرب من مغبة التدخل العسكري في سوريا مشيرة إلى أن تداعياته ستطال الكيان الصهيوني والمنطقة برمتها فيما أوردت مصادر استخباراتية صهيونية أن النظام السوري لن يسقط بل سيستمر سنوات طويلة. ففي طهران, حذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، الولاياتالمتحدةالامريكية من تكرار النموذج الليبي في سوريا، لأن شظاياه ستطال الكيان الصهيوني حتما.
مغامرة غير محمودة
وقال لاريجاني في كلمة ألقاها أمام البرلمان الإيراني «قد تكون بداية هذه المغامرة العسكرية سهلة وبسيطة ولكن نهايتها ستكون صعبة.. ان التصريحات الاخيرة للمسؤولين الامريكيين ومسؤولي عدد من الدول الغربية حول سوريا تظهر بانهم يسعون وراء إشعال ازمة جديدة، ولكن عليهم أن يكونوا مدركين بأنه لا يوجد اي تشابه بين سوريا وليبيا وان العمل لزرع بنغازي في سوريا سيحرق الكيان الصهيوني.
واكد المسؤول الإيراني دعم برلمان بلاده للاصلاحات الديموقراطية الرامية الى تحقيق طموحات الشعب السوري، وإستنكاره لتدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية السورية.
وأشار لاريجاني الى الأزمة البحرينية، متسائلا لماذا لم تتخذ اجراءات حيال الاحتلال العسكري للبحرين ولماذا لا يسمح بأن تسير الامور في سوريا الى الامام، ويبادر الاجانب الى ارسال المال والاجهزة الى هذا البلد ؟.
وفي الكيان الصهيوني, تشير تقديرات أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية ومن ضمنها شعبة الإستخبارات العسكرية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى بالحكم لسنوات عديدة، وذلك خلافا للتصريحات التي أطلقها وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك قبل شهور وزعم خلالها أن الأسد سيسقط «خلال أسابيع ».
وقالت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر أمس إن شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية وأجهزة أمنية أخرى تبنت موقف مركز الدراسات السياسية في وزارة الخارجية، الذي يعتبر أحد أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية، أن الرئيس السوري قد يبقى في الحكم لسنوات وأن سقوطه لن يكون سريعاً. وبين هذا الموقف وذاك , شددت موسكو على رفضها القاطع أي استخدام لمجلس الأمن قصد تمرير أو شرعنة تدخل عسكري في سوريا.
فيتو روسي
حيث قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو لن تسمح بتبني مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تدخل عسكري أجنبي في سوريا. وتأتي تصريحات غاتيلوف كرد روسي رسمي على تصريحات الرسمي الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قال الليلة قبل الماضية إن بلاده مستعدة للمشاركة في عملية عسكرية ضد سوريا في حال أقر مجلس الامن هذا الأمر.
وتابع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في لقاء صحفي ان فرنسا تدين العمليات العسكرية الحكومية ضد المدنيين السوريين وتحضر لعقد اجتماع أصدقاء سوريا في فرنسا. وأشار غاتيلوف – في سياق مناقشته للموقف الفرنسي -: «أعلنا دائما معارضتنا لأي تدخل أجنبي في النزاع السوري، لأن هذا التدخل سيعقد الأمور إلى درجة يصعب فيها التكهن بنتائجها ليس فقط بالنسبة لسوريا، بل وللمنطقة كلها».
وتابع أن موسكو تعارض الدعوة إلى عقد جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي بشان سوريا خلال الفترة القادمة، كما تعارض أي إجراءات من جانب المجلس للتأثير على الأوضاع في هذا البلد.
وذكر أن بلاده لا تستبعد ظهور آلية جديدة لمراقبة تنفيذ خطة كوفي عنان في سوريا ومن المحتمل ان نحتاج الى تحليل جديد لكيفية تعاون مراقبي الاممالمتحدة والتفكير بآلية جديدة لمراقبة تطبيق خطة كوفي عنان». واضاف «نحن لا نستبعد امكانية التفكير بالدعوة الى مناقشة دولية واسعة لكافة المسائل المتعلقة بتسوية الازمة السورية، ضمن سياق تنفيذ خطة عنان».