تتميز مدينة الجم بموقعها الاستراتيجي المهم، فهي نقطة عبور بين الشمال والجنوب، إذ تربط بين أربع ولايات وهي القيروان وسوسة والمهدية وصفاقس، كما تزخر هذه المدينة بمخزون حضاري ضارب في القدم، وآثار رومانية شاهدة على عراقتها مما جعلها قبلة السياح من مختلف أنحاء العالم.
ولتنشيط السياحة وخاصة الثقافية منها تم إحداث مهرجانين صيفيين وهما مهرجان الموسيقى السمفونية، واكتشافات تونس 21، إلا أنها مازالت في حاجة إلى مبادرات وأفكار جديدة لتنشيط المشهد تماشيا مع عودة نسق توافد السياح على المدينة في المدة الأخيرة، إذ تجاوز عدد السياح الألفين يوميا حسب ما أفادنا به السيد رشيد بن رجب صاحب عدد من المحلات التجارية المحاذية لقصر الجم الأثري معظمهم من بولونيا وروسيا بعد فترة ركود، وتقلص الحركة السياحية بسبب الظرف الدقيق الذي مرت به البلاد ككل إثر اندلاع ثورة 14 جانفي.
ومن جانب آخر أطلق السيد محمد السوسي (صاحب محل تجاري) صيحة فزع مناديا بإنقاذ هذا القطاع من الإفلاس بالجهة بعد أن أغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها، محمّلا المسؤولية إلى الإرشاد السياحي وأصحاب وكالات الأسفار الذين لا يمنحون للسائح الوافد على المدينة الوقت الكافي للتسوق، حيث يكتفي بجولة قصيرة واقتناء قارورة ماء ثم يتم تغيير الوجهة نحوالشمال أوالجنوب.
وإزاء هذه الوضعية الصعبة، فإن التجار والمستفيدين من القطاع السياحي (حوالي 150 عائلة) ممن التقينا بهم يطالبون المصالح المعنية بالتدخل لتنظيم هذا القطاع، واتخاذ قرارات جديدة لمزيد تنشيطه حفظا لموارد رزقهم، ولتحريك الدورة الاقتصادية بالمدينة.