وقائع الأمسية الثقافية المنتظمة ببيت الحكمة (21 ماي 2010) صدر منذ أيام عن بيت الحكمة وفي 700 نسخة في 79 صفحة كتاب جعفر ماجد وقائع الأمسية الثقافية المنتظمة ببيت الحكمة (21 ماي 2010) شارك فيه نور الدين صمود ونجل الفقيد وحمد رؤوف يعيش ومحمد اليعلاوي وعبد الرحمان الكبلوطي وجميلة الماجري...
على الرغم من أن هذه الأمسية التي انعقدت في ماي 2010 هي أقرب من إحياء الذكرى فإن الكتاب الذي يحوي أعمالها لا يخلو من عناصر مهمة في ترجمة جعفر ماجد الشاعر الذي ارتحل عن دنيانا كالشهاب الخاطف في ديسمبر 2009 كما لا يخلو الكتاب من اكتشاف لبعض الجوانب من شخصيته وآثاره، فهو وثيقة مهمة إلى ما ينضح به من تكريم لواحد من أكبر شعراء تونس بعد الاستقلال.
ومن أهم ما يكشفه الكتاب إخوانيات الشاعر مع شعراء القيروان أو رفيقه نور الدين صمود، ومساهمات ماجد الإذاعية والتلفزية في البرامج المختلفة أو في نظم الأغاني المختلفة وأيضا رحلته مع مجلته (رحاب المعرفة).
ومن المشهور أن ماجد كان من الشعراء المعاصرين الذين أحيوا سنة الإخوانيات كما عرفت في التراث العربي، ولعل الكثير من هذه النصوص الشعرية من المجهول أو المخطوط شأنه شأن أهاجي الشاعر الساخرة المتعددة.
والجلي لدى القارئ بعد مطالعة هذا الكتاب أن مجموعات الشاعر التي جمعتها (أعمال شعرية) نشرت في حياته وبإشرافه لا تكفي وحدها للتعريف بمختلف جوانب شخصيته الثرية المعطاء.
ولئن كانت أغاني ماجد أشهر من أن تذكر كالساحرة أو انتظار أو طفل على الشاطئ أو أحبك يا بلادي إلا أنها تحتاج بدورها إلى التوثيق والدراسة شأنها في ذلك شأن البرامج الإذاعية والتلفزية الكثيرة التي أنتجها الرجل.
وقد حاولت المداخلات في هذه الأمسية إضاءة مختلف الجوانب من إنتاج هذا الشاعر الذي «أطعم اللغة والشعر قلبه وأعصابه وصنع حداثته وطبع عصره».