كان حضور أهالي ولاية بنزرت بأحد الفضاءات السياحية بالجهة على إثر الزيارة التي أداها أعضاء الحكومة المؤقتة مكثفا واتسم بالصراحة والجرأة على عكس ما كان يحدث في السابق حيث تداول على المصدح 30 متدخلا من جميع الفئات والأعمار يمثلون كل معتمديات الولاية حيث انحصرت تدخلات ممثلي المعتمديات الفقيرة والمهمشة على غرار سجنان وجومين وغزالة وعلى البنية التحتية ومشاكل المسالك الفلاحية التي تعد الشرايين بالنسبة الى الحركة الاقتصادية، حيث يجد أغلب صغار الفلاحين عند نزول الأمطار بالخصوص أنفسهم في عزلة عن المدينة ويجدون صعوبة جمة حتى في إيصال الأسمدة ومداواة الأعشاب الطفيلية الشيء الذي ينعكس سلبا على الانتاج الزراعي إضافة الى تذمّر العديد من متساكني أرياف هذه الجهات المحرومة من الماء الصالح للشرب وهي تعيش العطش وتتزود من آبار بعيدة عن مقراتهم وغير مراقبة صحيا. كما أن هذه الجهات يعيش شبابها التهميش الكلي في غياب المنشآت الرياضية والثقافية مع فقدانها لمكاتب تشغيل للحدّ من أزمة البطالة الشيء الذي أجبر العديد من شباب هذه الجهات المحرومة والمهمشة الى النزوح وتفضيل الهجرة السرية وهم يطالبون بالانجاز الفوري والميداني لا بالكلام المعسول وهم يطالبون أعضاء الحكومة المؤقتة وأعضاء المجلس التأسيسي القيام بزيارات ميدانية الى هذه الجهات للوقوف عن قرب على المعاناة اليومية التي يعاني منها أهالي المناطق الريفية إضافة الى غياب المرافق الصحية الضرورية.
ومن جهة أخرى تم التطرق الى المشكلة الأساسية التي تعاني منها مدينة بنزرت والمتمثلة في الجسر المتحرّك وما يتسبب فيه من تعطيل للحركة الاقتصادية حيث طالب المتدخلون من الحكومة المؤقتة التدخل لإيجاد حل جذري لهذا المشكل القائم والذي أصبح نقطة سوداء بالجهة خاصة أن الحديث عن هذا الموضوع كان في العهد السابق من النقاط المسكوت عنها. هذا إضافة الى المطالبة بالإسراع بتجديد النيابات الخصوصية بأغلب معتمديات الولاية لأنها لم تستجب لطموحات المتساكنين فمشاكل البناء الفوضوي متواصل في كل المدن دون ردع والانتصاب الفوضوي في تزايد من يوم لآخر دون رقيب.
كما حاز فساد الإدارة والمحسوبية والرشوة على جانب هام من التدخلات وهم يطالبون من السادة الوزراء بتطهير الإدارة محليا وجهويا ووطنيا من رموز الفساد لأنهم يقفون حجر عثرة في وجه انطلاق المشاريع التنموية. كما تمت المطالبة بحماية مدينة ماطر من الفيضانات التي اجتاحتها مؤخرا وخلفت لمتساكنيها خسائر مادية جسيمة والمتدخلون يلومون أعضاء الحكومة على تقصيرهم في هذا الشأن وعدم زيارتهم أيام الفيضانات لمتساكني هذه الجهة المنكوبة.
موضوع المعطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا وما يعانونه من مشاكل تم التركيز عليه بإطناب كما تساءل عدد من أهالي بنزرت عن موضوع ملف التجاوزات الفنية المتعلقة بالمشاريع الكبرى وفي مقدمتها «المارينا» بعد تحويل النزل الى مجموعة من الوحدات السكنية وأثر ذلك على المعالم بالمدينة العربي.
هوامش
حضور ملفت لأنصار النهضة وممثلي المكاتب الفرعية في عملية التنظيم. جدل طفيف وطريف أثاره السيد عبد القادر بن يشرد أحد أبرز المقاومين في بنزرت في كلمته التي شهدت تدخلا من قبل السيد نور الدين البحيري الذي حاول إعادة الهدوء الى القاعة والمتحدث الذي حاول إثارة بعض من مواقفه إزاء القضية «اليوسفية» وذلك على إثر تدخل شيخ المناضلين من بنزرت عم علي بن سالم ورغم الغضب ذهبت التدخلات الى عدم تشويه صورة الرفيق في النضال عم علي بن سالم. غضب انصار النهضة عند تدخل عم علي بن سالم من ابرز التدخلات على هامش النقاش كانت من شيخ المناضلين عم علي بن سالم الذي اعتقد على حد وصفه ما ذهبت اليه حكومة النهضة من اتباع سياسة النعامة والسكوت عن التجاوزات معتبرا انها تدخل في إطار الحملة الانتخابية من جانب آخر أشار الى أن الحل الجذري في كارثة الجسر المتحرك هو ما سيجعل للحكومة الحالية اثرا في قلعة النضال ببنزرت. دعوة لأكلة برأس الجبل احدى الامهات التي فقدت أحد أبنائها في منطقة رأس الجبل عقب إثارة موضوع البوليس السياسي بالمنطقة دعت الوزارة الى وجبة مفتوحة لأشهر الأكلات «الزميمة» برأس الجبل.