دعا النائب اللبناني السابق والإعلامي المقاوم ناصر قنديل في مؤتمر صحفي عقده أمس في دار الثقافة المغاربية «ابن خلدون» إلى رعاية واحتضان تونس لمبادرة سياسية تنهي الأزمة في سوريا وتحقن دماء السوريين باعتبار أن «ارض الخضراء» كانت نقطة البداية للحراك الشعبي. وقال في هذا السياق: كما كانت تونس بداية الشرارة للحراك الشعبي العربي فلتحمل راية حقن الدماء السورية وحصن الدفاع عن الثورات العربية من الاختراق الاجنبي ومن خطر تجييرها خدمة لمصالحه... ولتكرس هذا المبدأ على قاعدة وحدة التراب السوري ورفض التدخلات الاجنبية وحفظ الجيش السوري.
وتابع أن الضرورة القصوى تكمن حاليا في اعتماد تونس سياسة النأي بالنفس الإيجابي والفعال في الأزمة السورية عبر دعم الحلول التوافقية. وحذر أن بدون حل عربي فلن تكون هناك حلول للأزمة السورية موضحا ان لبنان بات اليوم على شفير حرب أهلية شاملة بسبب ارتداد الحالة السورية عليه مشيرا إلى أن المعضلة السورية هي في المحصلة مشكلة داخلية في كل الأقطار العربية وهو الأمر الذي يقتضي الحيطة والحذر والمسؤولية القصوى في التعامل معها.
ووجه قنديل رسالة تحذير اكد أنها مفعمة بمشاعر الحب والحرص للإسلاميين الذين وصلوا إلى سدة الحكم في دول الربيع العربي منبها إياهم أن المطلوب غربيا اليوم هو توريطكم في السلطة ليفسد بعضهم ويقدم الآخر تنازلات وطنية سياسية تكون اهمها المواقف من فلسطين والمقاومة. وتابع أن الغرب أمريكيا بالخصوص سيستغل هذا التوريط في السلطة ليعلن للرأي العام الشعبي أحقيته بالسيادة والقيادة والريادة في هذه الدول بعد ان فشل الإسلاميون وفشل من قبلهم القوميون واليساريون في امتحان السلطة. وذكر في هذا السياق: نريد ان نحميكم من أنفسكم .. مؤكدا أنه كلما كانت البوصلة السياسية والفكرية والثقافية متجهة نحو فلسطين الحرية والتحرر والاستقلال كلما كانت الثورات والسياسات اقرب إلى الوجدان الشعبي وكلما كانت الأهداف أقرب إلى التكريس والتجسيد على ارض الواقع. وقال في ذات الإطار: صدقوني كل بوصلة ما عدا فلسطين.. ضائعة.. كل ربيع لا يزهي في فلسطين ليس بربيع.. وتابع ان تكلفة المقاومة والممانعة ارخص من الناحية المادية والبشرية من الارتهان للأجنبي داعيا الإسلاميين في دول الربيع العربي وخاصة منهم في تونس إلى أن لا يكونوا خنجرا في ظهر سوريا.