صالح الذهيبي رجل أعمال من الذين صدر قرار بمنعهم من السفر، وهو أستاذ جامعي والرئيس الشرفي لهيئة المحاسبين العرب، تكلم بجرأة عن هذا القرار وعن كيفية تعامل اتحاد الصناعة والتجارة مع موضوع رجال الاعمال وعن الحل للخروج من هذه الأزمة مع الحكومة الحالية. ما هو سبب قرار منعك من السفر؟
لقد اتهموني بأني كنت من المقربين من الرئيس السابق، وبأني قمت باستغلال هذا القرب للقيام بعديد التجاوزات.
هل جاء هذا الاتهام لكونك أيضا خبير محاسبة وأشرفت على مؤسسات تعرضت لعديد الازمات؟
أولا خبير المحاسبة هو طبيب خاص لأي مؤسسة وبغض النظر عن مالكها نتعامل معها كالمريض، نحاول إخراجها من ازمتها في إطار القانون والمعاهدات الدولية.
ولكن اسمك ذكر في تقرير لجنة تقصي الحقائق؟
فعلا هذا ما أزعجني ولم يكتفوا باتهامي أنا فقط بل ايضا بعض رؤساء المديرين العامين للبنوك وكله جاء في اطار تهم طرح الديون للمؤسسات الاقتصادية الكبرى ولكن استغربت هذا القرار لأنه لم يكن شفافا وقانونيا.
كيف كان شكل علاقتك بالرئيس السابق وأن تتهم بالقرب منه وهذا الاتهام ليس من فراغ؟
أولا أنا لم ألتق به مباشرة ولا أعرفه شخصيا ولم تربطني به اية علاقة لا من قريب ولا من بعيد، ولكن بوصفي كنت رئيس هيئة الخبراء المحاسبين، ورجل أعمال كنت أتواجد في احتفالات 7 نوفمبر كأي شخص وبسبب منصبي ايضا.
ولكن منصبك كان حساسا جدا، والأكيد ان هناك بعض الملفات لمؤسسات كبرى كانت فيها تجاوزات ما؟
على حوالي مائة ملف كان هناك ثلاثة أو أربعة ملفات كان أصحابها من المقربين جدا ومن عائلة الرئيس السابق ولم نكن قادرين على فعل اي شيء معهم.
ماهي قيمة الخسائر التي تكبدها رجال الأعمال منذ منع سفرهم؟
تقريبا حوالي 5000 مليار خسائر وهذا المبلغ مفزع للاقتصاد التونسي وأثر سلبا عليه وجعله في أزمة كبرى.
وأنتم كرجال أعمال لماذا لم تتخذوا اي موقف للخروج من هذه الأزمة وخاصة أن قيمة خسائركم كبيرة جدا؟
أولا هناك ثلاثة أنواع من رجال الأعمال منهم المحجرون من السفر وجزء آخر في حالة سراح ولكن يتعرّضون للتحقيق يوميا والفئة الثالثة غير الممنوعة من السفر ولا يوجد أي تهم ضدهم، يعني باختصار الذين يعانون عديد المشاكل حاليا لم يجدوا حماية من أحد، فخيّروا الصمت وهذا خطأهم.
أين نقابة الأعراف المتمثلة في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية من كل هذا؟
لقد خذلتنا منظمة الأعراف وتركتنا نواجه هذا المصير وحدنا بل وزادت من أزمتنا.
لو توضح للرأي العام موقفك من منظمة الأعراف؟
أقول لاتحاد الأعراف تعلّموا جيدا من الاتحاد العام التونسي للشغل فقد أعطى دروسا في التماسك ودافع عن رموزه بكل صدق، أما منظمتنا فقد تركتنا نواجه مصيرنا رغم أننا ركيزتها الأساسية، رغم دعمنا لمنظمتنا في أزماتها وفي قوتها.
ماذا كان بإمكان وداد بوشماوي أن تقدّم لرجال الأعمال؟
أولا تصريحات «بوشماوي» بوجود رجال أعمال فاسدين كان بمثابة الضربة القاضية لنا دون التثبت من هذا وبذلك هي أدانتنا وثانيا صراع المناصب والكراسي كان أهم بكثير من مصلحة رجال الأعمال بالنسبة إليها.
بصراحة برّأت جميع رجال الأعمال وكأنهم حمل وديع لا حول ولا قوة لهم؟ هناك رجال أعمال كانوا من عائلة بن علي وسيطروا على الاقتصاد التونسي ولم يجرؤ على الاقتراب من ميدانهم لأنهم كانوا يسيطرون على كل الصفقات فأين نحن من نفوذهم؟! المواطن التونسي بالنسبة إليه رجل الأعمال هو «سارق» و«نهب خيرات البلاد» والى آخره من الأوصاف والتهم لماذا هذه القطيعة مع الرأي العام؟
فعلا هذا صحيح، هناك علاقة بعد وقطيعة مع العامل من جهة ومع المواطن التونسي من جهة أخرى وهذا خطأنا وتحملنا فيه مسؤوليتنا كاملة.
ما هو الحل حسب رأيك للخروج من هذه الأزمة التي أرهقت الاقتصاد الوطني وجعلت من رجال أعمالنا يتخبطون في دائرة مفرغة؟
الحل في تسريع عملية العدالة الانتقالية وتأسيس عدالة صحيحة بعيدا عن التصريحات فقط.
«جرحى الثورة» تمّت معالجتهم بين قطر وتركيا، لماذا لم يتدخل رجال أعمالنا لمساعدة هؤلاء الشباب الذين دفعوا بدمائهم ثمنا للكرامة؟
فعلا فكرنا عديد المرات في مساعدتهم وللعلم لو يتكفل كل رجل أعمال بعدد منهم لن نحتاج الى مساعدة أي دولة ولكن حكومتنا لم تترك لنا مجالا لأي خطوة إيجابية سواء في الاقتصاد أو في أي ملف وطني.