بالتعاون مع كل من بلدية بنزرت والجمعية الثقافية الروسية انعقدت مؤخرا برواق الفنون والابداع بدار الثقافة ببنزرت معرض فن تشكيلي لمجموعة من الفنانين التشكيليين الروس بحضور محتشم للمبدعين في المجال والمهتمين بالشأن الثقافي منهم المنصف الصوابني والفنان لطفي الدريدي. وقد تنوعت اللوحات المعروضة بين مشاهد من الاحياء الشعبية والفضاءات والمعالم الأثرية بالجهة لاسيما بمنطقة البلاد والحومة العربي لبنزرت ومعالم المرسى القديم والقصبة والقصيبة والاسوار وابراج العالية الشاهدة على التحولات الحضارية لبنزرت. وفي لقاء بأحد الرسامات الروس المشاركات لاحظت السيدة : ناتينا سروتيفوقا « ان فكرة المشاركة تنبع في الحقيقة من طبيعة العلاقات التاريخية والحضارية التي تجمع الجالية الروسية بعدد من المدن التونسية حيث كانت تونس الحاضنة بامتياز لمن فر من اهوال الحرب الاهلية وحوادث بعيد ثورة اكتوبر البلشفية لعام 1917 وذلك للبحارة والالاف من عائلات الروسية ومن ثمة رد الاعتبار لهذا البلد الحاضن للجالية الروسية في تونس . وان من المبادرات القادمة الاستعداد للاحتفال بمائوية مدام» انا ستاسيا شرينسكي «اخر معمرة روسية لاجئة في تونس عن سن 97 عاما حيث وافاها الاجل بتاريخ الاثنين 24 ديسمبر 2012. وفي لقاء بالسيد محمد صالح فليس رئيس بلدية بنزرت لاحظ ان الرحلة التي قادت الوفد السياحي الروسي على مدار اسبوعين لعدد من المناطق بالجهة ترمي الى دعم اواصر العلاقات الثقافية التونسية الروسية وتعريف الاجيال الروسية المتعاقبة ببنزرت. كما تندرج هذه التظاهرة على هامش افتتاح متحف ذاكرة الجالية الروسية بتونس بنهج المغرب بمنطقة باب ماطر بالمدينة.وتعد استاذة الرياضيات بمعاهد بنزرت السيدة» اناستاسيا شرينسكي» او مدام شرنسكي كما يحلو هنا لأهالي بنزرت ان يلقبوها من ابرز الشخصيات التي مثلت بامتياز العلاقات التونسية الروسية وهي التي سعت الى الحفاظ على ذاكرة البحارة الروس بعد فرارها مع عائلتها من اهوال الحرب في سن لا يتجاوز الثامنة. وهي عميدة الجالية الروسية مع ما طبع شخصيتها المتميزة بالعبقرية والحب للحياة مثلت احد ابرز رموز الصداقة التونسية الروسية.