مع تدفق السلاح من الغرب إلى المسلحين السوريين ومن روسيا إلى الجيش السوري, أكدت موسكو أن سعي الأطراف الدولية إلى إسقاط الأسد هو جزء من مخطط استراتيجي لخنق إيران. ذكر تقرير بريطاني أن ممثلين عن «الجيش السوري الحر» التقوا بمسؤولين أمريكيين كبار في واشنطن، سعياً للحصول على أسلحة ثقيلة تتضمن صواريخ أرض جو لمحاربة الجيش السوري النظامي.
لقاء مع فورد
ونقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية عن مصادر لم تحدّدها أن «ممثلين كبار عن الجيش السوري الحر» التقوا خلال الأسبوع الفائت في وزارة الخارجية الأمريكية مع السفير الأمريكي في سوريا، روبرت فورد، والمنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط فردريك هوف».وأشارت إلى أن هؤلاء الممثلين عن (الجيش السوري الحر) أعدوا «لائحة مستهد
فة» من الأسحة الثقيلة، بينها صواريخ مضادة للدبابات، وأسلحة رشاشة ثقيلة، يخططون لعرضها على المسؤولين الحكوميين الأمريكيين خلال الأسبوعين المقبلين.وقالت إنها علمت أن الاتصالات بين المجموعات المتمردة السورية والمسؤولين الحكوميين الأمريكيين وصلت حالياً إلى مرحلة «التعرف عليهم»، كون الإدارة الأمريكية ترجح فرضية مساعدة المعارضة السورية المسلحة تحت عنوان «التدخل غير المباشر».
وأضافت أن وزارة الدفاع الأمريكية قلقة من إمكانية وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي «المسلحين الاسلاميين، أو تسريع دائرة القتل الانتقامي الطائفي بدلاً من تحقيق نهاية سريعة لنظام الأسد» حسب زعمها.
الروس يتدفقون على طرطوس
في الطرف المقابل, نقلت وكالة الأنباء «ايتار-تاس» الروسية عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن عددا من البوارج الروسية تقف في حالة استعداد للتوجه نحو الشواطئ السورية.
وقال المصدر إن «البحر الأبيض المتوسط يقع في منطقة المسؤوليات لأسطول البحر الأسود الروسي، ولذلك ليس من المستبعد أن تتوجه سفنه الحربية إلى هناك لتنفيذ مهام تأمين قاعدة «طرطوس» لإمداد الأسطول الروسي التي تستأجرها روسيا من سوريا».
وتابع «هناك عدد من السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود تقع في أهبة الاستعداد للإبحار، بما فيها سفن الإنزال مع وحدات المشاة البحرية الروسية». وأفاد المصدر أن سفينة الإنزال الكبرى «تسيزار كونيكوف» التابعة لأسطول البحر الأسود عبرت مضيق بسفور وهي في طريق العودة من ميناء ميسينا الإيطالي وستصل قريبا إلى قاعدة الأسطول الرئيسية في «سيفاستوبول».
وعلق البنتاغون على هذه المستجدات بالإشارة إلى أن المؤسسة العسكرية الأمريكية تراقب سفينة شحن عسكرية روسية، محملة بكميات من الأسلحة والذخائر، وعلى متنها عدد من القوات الروسية، في طريقها إلى سوريا، رغم انتقادات دولية لموقف روسيا الداعم لدمشق.
وقال مسؤولو البنتاغون لشبكة «CNN» : إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن موسكو أرسلت بهذه السفينة، للمشاركة في حماية القاعدة البحرية الروسية في مدينة «طرطوس» السورية، في الوقت الذي يتواصل فيه تدهور الأوضاع.
لعبة دولية
وبالعودة إلى الموقف الروسي من الأزمة السورية , اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس أن محاولات الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتغيير النظام تشكل جزءاً من «لعبة جيوسياسية» أوسع في المنطقة تستهدف إيران، مشدّداً على ضرورة تفادي اللاعبين الدوليين لهذا السيناريو الذي من شأنه إدخال سوريا في حرب أهلية طويلة الأمد تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي.
وقال لافروف في مقال له نشر في صحيفة «هافينغتون بوست» الأمريكية أمس : إن «الضغط للإطاحة فوراً ببشار الأسد، بما يتعارض مع تطلعات شريحة ملحوظة من المجتمع السوري التي لا تزال تعتمد على هذا النظام لحماية أمنها وعيشها، سيعني إدخال سوريا في أتون حرب أهلية دامية».
وأضاف أنه يجب أن ينحصر دور اللاعبين الخارجيين المسؤولين في مساعدة السوريين على تفادي هذا السيناريو وضمان إصلاح نظام السلطة السياسية في سوريا، عن طريق التدرج، وليس عن طريق الثورة، ومن خلال إجراء الحوار الوطني وليس من خلال الإرغام الخارجي.
وأضاف «يبدو أن النزعة السائدة في هذا الخيار هي محاولات إجراء تغيير للنظام في دمشق كعنصر من لعبة جيوسياسية إقليمية أكبر. وهذه المخططات تستهدف من دون شك إيران التي تبدو مجموعة كبيرة من الدول بينها الولاياتالمتحدة ودول حلف شمال الأطلسي، وإسرائيل، وتركيا وبعض دول المنطقة، مهتمة بإضعاف مواقفها الإقليمية».