انتعشت «الصبّة» هذه الأيام وما من ميدان أو قطاع إلا واخترقته.. هناك صبّابة في السياسة سواء في العهد البائد أو في العهد الحالي.. ويوجد «صبّابة» في المنظمات والادارات والمؤسسات وحتى في البيوت حيث أصبح الأطفال يتنافسون في «الصبّة» ببعضهم البعض. «الصبّة» أصبحت جزءا من تكوين قطاع من التونسيين تعوّدوا تسلّق السلّم دون موهبة للحصول على عطايا وترقيات وامتيازات، ومن النوادر أو إن شئتم من المضحكات المبكيات (الواقعية جدا) تأكيد أحدهم وهو المشتغل في أحد الأسلاك دونما خجل على أنه يضطرّ أحيانا الى «الصبّة» بشخصه عندما لا يجد من «يصبّ» به.
في الرياضة أيضا هناك جحافل من «الصبّابة».. ثمّة «صبّابة» لرؤساء الجمعيات أو الجامعات دورهم نقل كل ما يقال حول هؤلاء الرؤساء وقراء ة الصحف والاستماع الى الاذاعات عوضا عنهم ومدّهم بتقارير مفصّلة أغلبها يعجّ بالمغالطات.
هناك صبّابة لوزراء الرياضة لم يتردّد بعضهم سابقا في جلب «كانون» «يعجعج» بالبخور لإبعاد الحساد عن الوزير ومنهم من تعود الكذب علي وزيره في واضحة النهار ليبرّر له أخطاءه وزلاّته.
«صبّابة» الرياضة دخلوا أيضا الجامعات من أوسع أبوابها بفضل خدماتهم الجليلة التي قدّموها لبعض الأشخاص ولو أردنا تحديد قائمة هؤلاء لخرجنا بمئات الأسماء غير أن أطرف هؤلاء «الصبّابة» الرياضيين هم الذين قرأنا أسماءهم بعد أيام من هروب بن علي في قائمة المخبرين وبينهم من يصول ويجول الي يوم النّاس هذا ! في «الصبّة ما تختار».. عفوا «في الهمّ ما تختار» وهذا الهمّ جاءنا خلال الأيام الماضية من سلسلة الإثارات المرفوعة ضد الافريقي والتي خدمت «البقلاوة» و«جليزة» قابس وأثارت غضب وحنق القوافل وأمل حمام سوسة والنجم الخلادي والأولمبي الباجي.
في هذه الحكاية أيضا يوجد «صبّاب» منحرف، أما النتيجة فهي بطولة تفقد مصداقيتها تدريجيا إن لم نقل أنها قد فقدتها أصلا مع الإقرار بحقّ أبناء قابس في الاحتراز والإثارة واستعمال كل الطرق المشروعة لربح بعض النقاط.
رياضيا أضاعت المنافسة كل معانيها النبيلة وأصبح إيقاف البطولة حسب رأينا المتواضع أسلم القرارات والحلول التي قد تمكّن من تجنّب بعض التطورات السلبية لاحقا والتي بدأنا نلاحظ تباشيرها في ما صدر من مواقف عن الأندية التي تصارع من أجل تفادي النزول.
قرار كهذا يبدو أنه سيكون مشروع «صبّة» صحيحة لدى وزير الرياضة من قبل ودادية رؤساء الأندية لعل الرجل يدرك أن هناك بدايات حديث عن محاباة وحسابات وجهويات وأشياء أخرى.