يعتبر تجميع الحبوب بالمخازن لدى الفلاح أخر مرحلة يقوم بها ويتوج بها مجهود موسم كامل من الصعاب والمشاق والاتعاب لذلك تعتبر مخازن الحبوب آخر حلقة يلتجئ اليها الفلاح عند جمعه لمحصوله لكن بالرغم مما تكتسيه هذه المجامع التخزينية من اهمية بالغة الا أنها في المقابل تشوبها عديد النقائص التي تتطلب من السلطة المسؤولة بوزارة الاشراف التعجيل بمعالجتها وذلك للمحافظة على جودة المنتوج من الحبوب المودعة بهذه المخازن من ناحية و الحفاظ بالتالي على صحة الانسان وذلك جراء آفات الحبوب المخزونة التي تشارك الانسان غذاءه والتي بها اثر كبير على اقتصاد البلاد بما تحدثه من خسائر كبيرة على الحبوب والمواد الغذائية التخزينية من جراء مخازن التجميع التي احدثت جلها بطريقة عشوائية لم يتم فيها مراعاة الرطوبة و الحرارة أو المكان مما أدى الى استفحال آفة السوس بجميع المخازن التي تعتبر أهم أفة لانها تحدث أضرارا للحبوب بانواعها اذ يوجد داخل الحبة المصابة يرقات ويضع السوس بيضه في الحفر تصنعها بخرطومها في الحبوب ثم تغطيها وتتراوح ما تضعه اناث الحشرة بين 50 و150 بيضة ويفقس البيض بعد عدة أيام الى يرقات عديمة الأرجل تتغذى داخل الحبة ثم تتحول داخلها بعد تمام نموها وتخرج الحشرة الكاملة بعد ان تصنع لها ثقبا تخرج منه وتبلغ مدة الجيل بين 4و7 أسابيع وللحشرة 5 أجيال في السنة. ليس من باب التهويل طرح هذا الموضوع بل من باب ايجاد حلول كفيلة للتقليص من افة السوس التي استفحلت مخازن تجميع الحبوب من جراء تشييد العديد منها بشكل يطرح أكثر من سؤال مثل لماذا أصبحت هذه المخازن غير قادرة حسب مصادرنا المطلعة على المحافظة لفترة طويلة على الحبوب (القمح الصلب والقمح اللين)؟ ولماذا لا يمكن خزن صابة الحبوب لفترة تفوق السنتين ؟وهل تم تطبيق كراس الشروط عند احداث هذه المخازن مثل مراعاة اشعة الشمس والرطوبة؟كل هذه الاسئلة وغيرها طرحها بعض المختصين في المجال الفلاحي مما استرعى انتباههم مثل هذه الاشكالات بمجامع التخزين اذ يعود بنا احدهم الى مدى فاعلية المطامير القديمة وجدواها في حفظ مخزون الحبوب لسنوات طويلة بالرغم من ان التطور العلمي لم يشملها اما مخازن هذه الالفية المحفوفة بالرفعة التكنولوجية لا تستطيع باية حال خزن الصابة لمدة زمنية أطول، وبالرجوع الى الاسباب حسب مصادرنا يعود بالاساس الى نوعية مادة الزنك التي تم بها تركيب هذه المجامع التخزينية للحبوب غير القادرة على التصدي لحرارة الشمس وما ينجر عن ذلك من ارتفاع للرطوبة هذا بالاضافة الى احداث بعضها بجانب مجاري المياه ويضيف محدثنا بانه عند الاحداث يجب ايضا تشييدها بأرض صلبة مع مراعاة درجة الحرارة التي لا يجب ان تفوق ال20 درجة وان لا يفوق معدل الرطوبة ال13,5 .
بالرغم من ان العديد من مخازن تجميع الحبوب ببلادنا لم تراع كراس الشروط وبالتالي المواصفات العالمية الا ان ذات المصادر تؤكد بانه يمكن الحد وبالتالي التقليل من حشرات الحبوب المخزونة والتقليل من درجة الحرارة والرطوبة وذلك باتباع عملية التبخير مثلا وهي عملية يستعمل فيها المادة اللازمة لمقاومة الحشرات بانواعها في اماكن محكمة في المخازن ولنجاح عملية التبخير يجب ان يصل الغاز الى الحشرات اينما وجدت وان يبقى الغاز لمدة كافية لقتل الحشرات بالمخازن كما يجب ايضا استعمال المبيدات الحشرية لتطهير المخازن قبل اجراء عملية التخزين لان ذلك سيخفف حتما من حدة الاصابة وتعتبر لذلك عملية وقائية يجب التقيد بها وإجراؤها بعد تنظيف ارضية المخزن من بقايا الحبوب و»تبييض» المساحات المترية اللازمة بمادة الجير ووضع الاكياس فوق الالواح الخشبية مع ضرورة وجود التهوئة المناسبة التي تحمي المخزون من انتشار افة السوس اذ يتم على اثر ذلك الحفاظ على القيمة الغذائية للقمح الصلب والقمح اللين عند ارساله للمطاحن وبذلك نحافظ على تصنيع الحاجيات الاساسية المعدة للاستهلاك من العجين.