اثر التشكيات الاخيرة من طرف المواطنين حول ارتفاع اسعار الدواجن خاصة مع بداية فصل الصيف . وباعتبار أن اللحوم البيضاء تمثل ملجأ الكثيرين لاسيما استحالة الوصول الى اللحوم الحمراء «الشروق» حاولت اماطة اللثام عن ملابسات الموضوع وبحثت جميع الجوانب المتعلقة بالظاهرة. في البداية تحولنا الى احد اكبر الاماكن انتاجا للدواجن وهي منطقة الفطناسة من معتمدية الرقاب والتي تنتصب بها اكثر من 1000 مدجنة حسب ما صرح به الاهالي وحاولنا رصد اراء اصحاب المداجن في ارتفاع الاسعار واختلافها في سيدي بوزيد عن باقي الجهات فكان النقل التالي : السيد ابراهيم مبروكي صاحب مدجنة تحدث بدوره عن غلاء اسعار الدواجن وارجع ذلك الى ارتفاع تكلفة الانتاج باعتبار اصحاب المداجن لهم دراية بأسباب ارتفاع الاسعار حيث اكد ان سعر الطن الواحد من العلف يصل الى حدود 750 دينار بالإضافة إلى التكاليف الاخرى كالنقل . كما ان ارتفاع سعر الفلوس الواحد نتيجة اعتماد شركات التفريخ البيع عن طريق وسيط إذ كان سعر الواحد في حدود 850 مليما بلغ الآن حوالي 1250 مليما . واشار السيد ابراهيم الى ان الفلاح معرض الى خسارة المئات من الدواجن خاصة في فصل الصيف مما يجبره على استعمال الادوية حتى يحاول الحفاظ عليها « انا شخصيا الى حد الآن قمت بصرف 800 دينار وبقي لدي 2100 فرخ بعدما كانت 2500 يعني خسرت 400 فلوس زد على ذلك مصاريف الماء والكهرباء والتكييف» .
من جهته ماهر هرابي اكد على غلاء تكاليف الشراء بدخول البيع بالوساطة وتكلفة اليد العاملة . مشيرا الى ان الفلاح يدفع الكثير لصيانة المداجن ومصاريف العلف والنجارة التي يصل سعر الشكارة الواحدة 3 دينارات والماء والكهرباء والتكييف فبالنسبة للفلاح يتكلف الكيلوغرام الواحد في حدود 2800 مليم ثم بعد العناء والتعب طيلة 45 أو50 يوما يبيع الكيلوغرام بثلاثة دنانير بغض النظر عن العدد الذي قد يفقده من دجاج خاصة في فصل الصيف.
من جانبه أشار علية هرابي صاحب مدجنة بمنطقة الفطناسة الى ان المستهلك لا يراعي مصلحة الفلاح الذي يضطر احيانا لكراء المدجنة الواحدة ب700 دينار للشهر الواحد زد على ذلك التكاليف الاساسية من العلف والماء والكهرباء والتكييف.
كما انه في بعض الاحيان الفلاح يجد نفسه في مأزق خاصة ما حصل في الفترة الاخيرة للفلاحة عندما صدموا بنوعية من الاعلاف المغشوشة اذ لم يتجاوز وزن الدجاجة الواحدة عند جاهزيتها للذبح 1.6 كيلوغرام . لذلك اضطر الفلاحة للتمسك بالأسعار حتى يتمكنوا من تعويض جزء من المصاريف.
كما أكد السيد عبيدي قدري بائع دواجن بالتفصيل ان تشكيات المواطن في محلها لكن لا يعلم تكلفة انتاجها حتى انه اصبح يتهم الباعة بحكم علاقتهم المباشرة بالمواطن واشار السيد عبيدي الى مجال الربح بالنسبة للباعة لا يتجاوز في بعض الاحيان مائة مليم في الكيلوغرام الواحد كما ان البائع في حد ذاته عرضة لخسارة عدد من الدجاج يوميا نتيجة حرارة الطقس لذلك على المواطن مراعاة مصلحة كل من الفلاح والتاجر. متسائلا عن سبب اختلاف الاسعار بين الجهات ؟