تحت شعار «تراثنا بين أيدينا» احتضنت مدينة بوحجلة ملتقى إقليميا حول التراث الشعبي في دورته الثانية في الألعاب الشعبية نظمها نادي الأطفال بالجهة. وقد أعدت حنان السالمي مديرة النادي برنامجا متنوعا فابدع الصغار واستفاد الكبار. وتضمن الملتقى أنشطة تراثية قدمتها عديد نوادي الطفولة بالقيروان ومسابقات ومباريات فكرية تراثية وحركية تراثية وفي القولبة بمادة الطين وفي صنع الدمى التقليدية. ولعل ما جذب اهتمام أكثر الحاضرين هي لعبة الأكياس واسمها «الشكارة» و«كرة الطبب» و«يا عشرة دونك عشرين» كما تم عرض لوحات تعبيرية من الفلكلور الشعبي وهذا الملتقى شارك فيه أطفال نوادي الشراردة ونصر الله ومنزل المهيري ورياض سحنون بالقيروان إلى جانب نادي بوحجلة منظم التظاهرة.
تعبير عن المواهب...والأصالة
محمد الحمداوي منشط بنادي أطفال بوحجلة قال ل«الشروق» أن برنامج هذه التظاهرة المتعددة بفعالياتها وأنشطتها، هادفة إلى ترسيخ الألعاب الشعبية التراثية في أنشطة مؤسسات التنشيط التربوي الاجتماعي وتشجيع الطفل على تطويرها وتعلمها والمحافظة عليها باعتباره تراث أجداده وبعث البهجة في نفوس الحاضرين عموما والأطفال خصيصا وأشار الحمداوي أن أجيالا مرت بنادي بوحجلة باعتباره تأسس سنة 1976 وهم أقدم المنشطين به. ولاحظ أن الكوادر من أبناء بوحجلة هم في الأساس مروا بهذا النادي لأنه يكون وينمي شخصية الطفل وطالب بضرورة توسعة النادي مشيرا الى ان لديه الثقة في الوزارة الحالية التي استجابت مؤخرا لعدة طلبات لهم نظرا لمختلف نشاطاتهم، وقد تم تكريمه في لمسة وفاء ورد جميل من تلامذته.
نقص الدعم
أما الطفلة أمل الغيضاوي (مشاركة في مسابقة التعبير الجسماني) فبينت انها تجد في النادي ملاذا للتعبير عن موهبتها خارج أوقات الدراسة وفرحة في الانضمام لهذا النادي ومجموعتها التي تحصلت على الجائزة الأولى التي نظمتها سابقا معتمدية حاجب العيون وعبرت أنها مسرورة بتواجد (الشروق) لمواكبة هذا الملتقى.
كما تقدم ل «الشروق» عامل بحضيرة ببلدية بوحجلة وهو من عمال السابقين بالنادي وبين أنه من متابعي هذا الملتقى الثاني واشار الى نقص الدعم وضيق الفضاء وقلة الملاعب، وطالب بمزيد العناية بالألعاب الشعبية التي تعتبر فنا لصيقا بالبيئة والعادات والتقاليد فهي تنمو وتتطور مع واقعنا المعيش وتعطي للطفل روحا متجددة للتعلم والاطلاع عن ماضينا الزاخر بتراث مميز ومتعدد.
شهر التراث ببوحجلة موعد يتجدد سنويا حفظا للمخزون الحضاري الضارب في القدم وهو ثروتنا الثقافية التي لابد من الحفاظ عليها وتوظيفها ثقافيا وتاريخيا وحمياتها من الإهمال حتى لا تندثر ،فكان هذا الملتقى إحياء وتجديدا لتراث الجهة وكانت خاتمته متميزة وراقية بالرغم من ضعف إمكانياته وتجهيزاته.