على الهضبة المطلة على البحر في الهوارية يظهر البرج الحفصي شامخا للناظرين وهو معلم أثري يشرف على حوضي المتوسط شيده الحفصيون منذ أكثر من أربع مائة سنة بهدف حراسة الحدود البحرية ومراقبة تحركات السفن الحربية الأجنبية. هذا المعلم التاريخي ذكره المؤرخ أحمد ابن أبي ضياف في كتابه إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان ويمثل جزءا من تراث تونس ورمزا من رموز حضارتها العربية الإسلامية أصبح الآن مهددا بالاندثار خصوصا وأن جدرانه بدأت تتصدع وأتلفت أجزاء هامة منها وتناثرت الحجارة المكونة لها.ولم يخف العديد من أهالي الهوارية تشاؤمهم إزاء سكوت السلط المختصة وتجاهل المواقع الأثرية بالمنطقة خاصة أن مثل هذا المعلم وغيره من المواقع يمكن أن يتم استغلالها في تنشيط الحركة السياحية بالجهة. وتقع الهوارية في رأس شبه جزيرة الوطن القبلي وتمتاز بسحر طبيعتها وجمالها وهي تقع على مرتفع يشرف على جهتين من البحر الأبيض المتوسط. وعبر العصور استخرجت من أرضها الحجارة التي استخدمت في بناء مسارح قرطاج ومعالمها ومدن تونس والجم والقيروان وغيرها من المعالم القائمة إلى اليوم.