الرسام عمار بلغيث هو صاحب كهف الفنون الذي هو عبارة عن معلم ثقافي رائد وفريد بمنطقة «المدينة» الأثرية من معتمدية الدهماني الا أنه يعيش حالة خصاصة غريبة ولمزيد تسليط الأضواء على كهف الفنون كان لنا مع عمار بلغيث هذا الحوار: ما حكاية أو قصة كهف الفنون؟ رغم اني خريج المعهد العالي للفنون التشكيلية والهندسة المعمارية خلال السبعينات فقد آثرت الغربة والعمل بالقطاع الخاص وتخصصت في الاشهار وكنت كثير الترحال حيث عشت أكثر من 15 سنة في شرق آسيا وأقمت في عدة دول على غرار الصين الشعبية, تايلندا, الفلبين, اندونيسيا وماليزيا وعندما قررت العودة الى أرض الوطن وامتهان اختصاصي الأصلي وهو الفن التشكيلي لم أجد أفضل من أن يكون هذا الكهف مصدر الهامي وموضع ميلاد لوحاتي خاصة وأن فكرة بعث هذا المشروع كانت تراودني وتدغدغ مخيلتي منذ الصغر لذلك قررت استغلال هذا الكهف الطبيعي والمتواجد قرب المعلم الأثري «ألتيبروس» جوف ربوة بضيعة فلاحية انجرت لوالدي بالارث من أجدادي وكان في وضع اهمال فهو عبارة عن ملجئ للحمام والأفاعي. هل يعني ذلك أنك أحييت كهفا ميتا؟ فعلا ذلك هو ما حصل بجهد فردي محض فقد عملت على ترميمه وتأهيله وحولته الى ورشة رسم واشتغلت داخل فضائه لمدة تفوق ست سنوات دون أن يكون معروفا لدى العموم وإثر مقال صدر بجريدة الشروق خلال سنة 2001 ولا أزال أحتفظ به أصبح الكهف قبلة للزوار والمثقفين وكذلك وسائل الاعلام التونسية وحتى الأجنبية الشيء الذي فرض عليا العمل لمزيد تحسينه خاصة وان طبيعة موقعه القريب من آثار ألتيبروس ساعدتني على تحويله لرواق للفن التشكيلي وموقع للسياحة الثقافية وكنت أقوم بأشغال التهيئة ليلا نهارا وتحولت من فنان تشكيلي الى بناء تشكيلي بمساعدة حمار «العزيز» وبعض المتطوعين من الرعاة بالمزارع المحاذية الذين أعجبتهم الفكرة وأغرموا بها وبذلك استنفدت كل ما املك من جهد ومال. هل قمت بمعارض خارج كهف الفنون؟ في الخارج نعم وبالنسبة لتونس في أوائل التسعينات بكل من ضاحية قرطاج ودور الثقافة ابن رشيق وابن خلدون وكذلك بمدينة المنستير. لأي مدارس الرسم ينتمي عمار بلغيث؟ مدرسة الرسم اللانهائي peiture indefini واشترك فيه مع عديد الفنانين من مختلف أنحاء العالم الى جانب الفنان التونسي المهاجر صابر العيساوي والذي يعد أطروحة دكتوراه حول الرسم اللانهائي بفرنسا تحديدا. سمعنا أنك بدأت تفكر في الانسحاب ومغادرة الكهف فهل من توضيح؟ صراحة لم أعد قادرا على مواصلة الانفاق على هذا المشروع وأصبت بالاحباط نتيجة الوعود الزائفة رغم أنني لا أطلب سوى تعبيد الطريق المؤدية للكهف على طول 800 متر خطي فقط وضم مشروعي ضمن المسلك السياحي خاصة وانني توجهت لكل الوزارات المعنية لكن لم أتحصل سوى على الوعود....حتى بعد الثورة.