يعتبر قطاع الصناعات التقليدية بولاية سليانة من القطاعات الواعدة التي تساهم بصفة جلية وواضحة في الحركة التنموية بالجهة وتساعد على توفير مواطن الشغل لعديد الشرائح والفئات بمختلف أعمارها ومستوياتها التعليمية. يرتكز هذا القطاع على مجموعة من الحرف اليدوية المتداولة كالمنسوجات التقليدية، الفخار التقليدي، المنتوجات المزوقة.. وقد بلغ الى الآن عدد المسجلين بسجل الحرفيين ما يناهز 4800 حرفي موزعين على كامل معتمديات الولاية. يهيمن قطاع النسيج اليدوي بصفة واضحة على بقية القطاعات حيث أن عدد المشتغلين فيه يفوق 90 % من العدد الجملي للحرفيين الناشطين، وهو قطاع يستقطب اليد العاملة النسائية الحضرية والريفية حيث يتداول الانتاج بين وحدات صغيرة مركزة في اطار العائلة وأخرى مهيكلة تجمع عديد الحرفيات اللاتي يشتغلن بنظام القطعة. هذا ولا تخفي هيمنة قطاع النسيج بروز بعض الاختصاصات الجديدة التي رسمت لنفسها منهجا خاصا يتسم بالتجديد والتطوير وهي تلقى طريقها للمستهلك بسهولة وذلك نظرا لخصوصياتها الفنية المتميزة والفريدة حيث نذكر منها على سبيل الذكر صنع الحلي التقليدي من العنبر، صنع التحف والأواني الطينية المزوقة، صنع الفوانيس والتحف الخشبية المزوقة. تتوفر للقطاع مجموعة من الدعائم والتشجيعات التي تساعده على التطور والنمو نذكر منها بساطة اجراءات بعث المشاريع وتوفر التمويلات في هذا المجال، وبرامج وآليات التدريب لاكتساب المهارات وتطويرها، توفر الاحاطة والدعم من الهياكل المشرفة من توفير للتمويلات الضرورية، المساعدة على الابتكار والتجديد، وجود مسالك لترويج المنتوج، قرب ولاية سليانة من بعض المدن الكبرى (اقليمتونس الكبرى خاصة) وما يمكن أن يفتحه ذلك من مجال لسهولة ترويج المنتوج والتزود بالمواد الأولية الضرورية، دور المعهد العالي للفنون والحرف بسليانة في توفير شريحة جديدة من الحرفيين تتسم بالتجديد والتطوير. إن ما بلغه قطاع الصناعات التقليدية بالجهة من تطور ونمو لا يمكن أن يحجب في كل الحالات بعض النقائص والعراقيل التي تعوق مزيد ازدهاره ونموه لعل من أبرزها نقص جودة بعض المنتوجات الحرفية، صعوبة التزود ببعض المواد الأولية، غياب مسالك ونقاط بيع قارة للمنتوج، ضعف الامكانيات المادية للحرفيين وعدم قدرتهم على مجابهة مصاريف الانتاج والترويج، تدني أسعار بيع بعض المنتوجات الحرفية وعزوف عدد كبير من الشباب عن العمل بالقطاع..