كل المقومات متوفرة لتجعل من ولاية الكاف قطبا فلاحيا، يغطي السوق الداخلية، ويستطيع المنافسة بالأسواق العالمية. إذا توفرت سياسة تنموية جديدة تعتمد على بعث تعاضديات الخدمات الفلاحية، والمحاضن المثالية. فإلى متى تبقى هذه المقوّمات منسية؟ الموارد الطبيعة بولاية الكاف تشتمل على 483.3 ألف هكتار (منها 328 ألف هكتار محترثة) و(15.5) ألف هكتار مناطق سقوية . أما المراعى والغابات فهي (124.7 ) ألف هكتار. ومنابع المياه المعدنية الباردة 8 منابع والمواقع الاستشفائية السخنة 2 (حمام ملاق وحمام بزاز). إضافة إلى موارد مائية هامة.(4482 بئرا سطحية منها 3312 بئرا مجهزة و220 بئرا عميقة منها 146 بئرا مجهزة، وسد ملاق وسد وادي سرط «بصدد الانجاز» و24 سدّا جبليا بطاقة استيعاب 44945 مترا مكعبا . و71 بحيرة جبلية بطاقة استيعاب تصل إلى 6240 مترا مكعبا . مما يجعل من ولاية الكاف ولاية فلاحية بالأساس. . ولكن استغلال هذه الموارد بقي دون المأمول . فالفلاحة بقيت مقتصرة في أغلبها على الزراعات الكبرى، ولكن بمردود ضعيف (20 قنطارا في الهكتار في أقصى الحالات) . والحال أن ببلدان عربية أخرى تشبهنا في المناخ تصل المحاصيل إلى 80 قنطارا في الهكتار. وضعف المردود الزراعي في ميدان الحبوب بهذه الولاية راجع إلى جهل الفلاح بالتقنيات الزراعية الحديثة . إضافة إلى نوعية البذور المقدمة للفلاح وغلاء الكلفة من أسمدة وأدوية . زد على ذلك العوامل الطبيعية الصعبة والزيادة المستمرة في مستلزمات تكلفة الدورة الزراعية، والانخفاض المستمر في أسعار المنتج الزراعي الذي يبيعه الفلاح....والحال أن الحلول ممكنة لنجعل من ولاية الكاف قطبا فلاحيا يغطي السوق الداخلية ويستطيع المنافسة بالأسواق العالمية ... وتتمثل هذه الحلول في بعث تعاضديات خدمات توفر للفلاح «المكنكة» والبذور الممتازة والإرشاد الفلاحي الجيد . وتكون همزة وصل بينه وبين الأسواق المحلية والخارجية . مع الابتعاد عن الأسمدة التجارية والمبيدات الصناعية . لنجعل من هذه الولاية قطبا للفلاحة «البيولوجية» والاستفادة من الطلبات المتزايدة على هذا النوع من المنتجات الفلاحية في الأسواق العالمية، وخاصة منها الأسواق الأوروبية . كما على المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية العودة إلى بعث المحاضن المثالية بأراضي الفلاحين المتطوعين . للتعريف بتجارب فلاحية جديدة مستمدة من دراسات علمية من طرف مهندسي وتقني وزارة الفلاحة . حسب نوعية الأرض وكمية المياه المتوفرة. مثلما وقع «بسيدي احمد الصالح» بالقلعة الخصبة . عندما جربت فيها زراعة العنب مما جعلها تصبح الآن قطبا زراعيا لهذا النوع من الزراعة .