أصدرت جمعية محمد علي للثقافة العمالية النسخة العربية لمشروعها الضخم حول تجديد المشروع الحداثي التونسي. تونس 2040 مساهمة في تجديد المشروع الحداثي التونسي. وهو مؤلف جماعي ساهم فيه عدد من المفكرين التونسيين المتعددي الاختصاصات وقد قدّم هذا المؤلف الجماعي قراءات في التجربة التونسية وأسباب ضمورها وضرورة تجديدها وقد خلص الكتاب الى أن ضمور المشروع هو في الأصل بسبب غياب الديمقراطية التي جاءت الثورة من أجل تكريسها.
الحبيب قيزة رئيس الجمعية التي أنتجت هذا العمل قال في تقديمه للكتاب «لا يخفى على أحد أن بداية العد التنازلي لتقهقر المشروع الحداثي التونسي قد بدأ منذ السبعينات وذلك من خلال رفض الخيار الديمقراطي وإعلان بورقيبة رئيسا مدى الحياة سنة 1975. دعم نظام بن علي ذلك الخيار السلطوي من خلال وضع يده على جميع الموارد المثمرة في البلاد. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الرقابة وغدا الفساد وتفكيك المؤسسات، أسلوب نظام تعطّلت أفكاره وضاع مساره».
هذا المشروع قال عنه الدكتور الطاهر بن قيزة أستاذ الفلسفة «تحاول مختلف الدراسات التي تضمنها هذا الكتاب أن تقدّم صورة عن المشاكل التي يمكن أن تطرح وذلك بالعمل على تخطي النظرة المغلوطة، الحداثيون ملحدون أفسدهم الغرب والإسلاميون تقاة يتبعون شرع اللّه. غير أنّ من بين الأسباب التي يمكن أن تفسّر عودة التديّن في العالم الإسلامي بصورة عا مة، وفي تونس بصورة خاصة، تنامي الكبت الجماعي الصادر عن الشعور بالظلم الذي عانى منه العرب منذ أكثر من قرن. بالإضافة الى ذلك، فالأميّة و غياب الثقافة يمثّلان عنصري تراجع يزداد في غيابهما الشرخ المعرفي والتكنولوجي إتساعا».
أما الأستاذ أحمد ونيس فقال «تؤكد صياغة موضوع البحث «تونس2040»، تجديد المشروع الحداثي التونسي»في حقيقتها على مثابرة الأمل والطموح في التقدّم على البقاء، وذلك مع التعبير عن وجود شعور بالقلق والإحباط. ولأن هذا المشروع قد توقّع الرقابة، فقد أقتصر صوريا على البعد الثقافي والعلمي اللذين يظهران بعيدين عن كل تدخّل في الشأن السياسي. زد على ذلك، فإن اختيار استشراف في مثل بعد سنة 2040، يهدف الى إزاحة إرتياب التركيز على الحاضر»
مساهمات
الكتاب المرجعي ساهم فيه عبد القادر الزغل وعبد المجيد الشرفي وعمر بلهادي وكريم بن مصطفى ومصطفى الحداد وسمير المدب وعبد الكريم الحيزاوي والمنجي طرشونة وعبد الحميد هنية وفاطمة بن سليمان وهشام عبد الصمد.
وقد أنطلق المشروع سنة 2009 لكن المسار الذي عرفته تونس بدءا من ديسمبر 2010 منحه توجّها آخر إذ أصبح الحديث عن تجديد المشروع الحداثي التونسي أكثر إلحاحا بعد الانفجار الاجتماعي والسياسي والأزمة الاقتصاية الخانقة التي تعيشها تونس.
وقد خصّص هشام عبد الصمد مداخلته حول دراسة الدين والسياسة البورقيبية وإبداع «المثال التونسي» حول المشروع الإصلاحي التونسي وعن «هزيمة رجال الدين» في معركتهم مع الزعيم بورقيبة الذي قدّم مقاربة جديدة لعلاقة الديني بالسياسي.