تعرّض شيخ الى جلطة قلبية نقل على إثرها الى المستشفى من أجل العلاج. تحسّنت حالته وعندما قرّر أقاربه نقله الى مصحة خاصة من أجل عناية أفضل وأثناء نقله من المستشفى الى المصحة تعكّرت صحته وفارق الحياة. واعتبر ابن الشيخ أن الوفاة كانت نتيجة نقله بطريقة غير سليمة.
وقد تقدّم أقاربه بشكاية لدى المحكة الابتدائية بالقيروان من أجل البحث في حقيقة الادعاء بوجود إهمال وتقصير نتجت عنه الوفاة، ولا تزال القضية سارية التحقيق لدى قاضي التحقيق بالمكتب الأول بابتدائية القيروان.
القضية تعود الى يوم 12 فيفري 2011 عندما رغب منير في نقل والده عنان الشيخ (محمد عنان 66 سنة) من مستشفى ابن الجزار الى مصحة خاصة من أجل عناية أفضل حسب قوله رغم تمتعه بعناية طبية حسنة بالمستشفى الجهوي. واتفق مع المصحة حول ظروف نقله وتمّت معاينة حالة الشيخ من قبل طبيب المصحة قبل مباشرة عملية النقل. تحولت سيارة إسعاف خاصة بالمصحة من أجل نقل الشيخ وهو في حالة صحية عادية حسب تأكيد ابنه الشاكي، غير أن سيارة الإسعاف لم تكن تتوفر فيها المعدات اللازمة ولم يحضر الطبيب وحضر فقط ممرض وسائق السيارة. بعد أن دفع ابن الشيخ تسبقة مالية ب600 دينار. تمّ نزع الأجهزة الطبية ووضع الشيخ على الناقلة. وقال ابنه الشاكي إن والده قام بمجهود بدني أثناء ذلك وهو ما تسبّب في تعكّر حالته الصحية، عندها غادر الممرض والسائق المكان بعد إصابتهما بحالة من الذعر وفق شهادة قدمها الشاكي عن ممرضين بالمستشفى. وأكد أن عوني المصحة الخاصة لم يتدخلا في الحين وتركا الناقلة وعلى متنها الشيخ. وهو ما أدّى الى وفاة الشيخ على عين المكان رغم محاولات ممرضين بالمستشفى إسعافه. وقد تسبّبت الوفاة في حالة من الفوضى والفزع بقسم القلب بالمستشفى.
وقد تقدم ابن الهالك (منير عنان) بقضية لدى وكيل الجمهورية من أجل تحميل الممرض مسؤولية الوفاة بسبب التقصير في إنقاذ حياة الشيخ والاهمال الذي نجمت عنه الوفاة. وقد تمّت إحالة القضية الى أحد قضاة التحقيق. وقال الشاكي إن المصحة أرجعت له المبلغ الذي دفعه لكنه تمسّك بحقه في التعويض عن الاهمال، وقال إن والده (موظف بالفلاحة) توفي وفي كفالته والدته (87 عاما) وابنتين معوقتين وشقيقتين له معوقتين في كفالته. وينتظر أن يتمّ النظر في القضية بعد أن تمّ الاستماع الى أقوال المشتكى بهما. وأكد السائق أنه توجه هو ومسعف الى المستشفى على متن سيارة إسعاف عادية غير مجهزة إلا بقارورة أوكسيجين بناء على إشارة الطبيب. كما قال الممرض إنه دخل على قسم المستشفى ووجد أقارب الشيخ في الانتظار في حالة قلق بسبب التأخر في الحضور وقال إن المريض نزع الآلة بنفسه. وعندما همّ بالتحول الى الناقلة توفي في الحين. وقال إنه هرب خوفا من ردّ فعل أقارب الهالك وقال إنه لم يجد أي من العاملين بالمستشفى.. ولا تزال القضية قيد التحقيق في انتظار إحالتها على القضاء.