قال ناشطون سعوديون امس إن قوات الأمن أطلقت النار على مظاهرة في منطقة القطيف تندد باعتقال رجل الدين نمر النمر مما أدى الى مقتل شخصين. وأضاف الناشطون أن «أكبر الشاخوري من بلدة العوامية ومحمد الفلفل من القطيف قتلا وجرح عدد من المتظاهرين بعدما أطلقت القوات الأمنية النار على مسيرة حاشدة جابت شوارع القطيف احتجاجا على اعتقال السلطات الشيخ نمر باقر النمر».
وأكدت المصادر «إصابة نحو عشرة من المتظاهرين برصاص القوات الأمنية التي تدخلت لتفريق المسيرة في شارع الرياض وسط المدينة». وبذلك، يرتفع إلى تسعة عدد الذين سقطوا خلال تفريق مسيرات في القطيف منذ اكتوبر العام الماضي، ولم يتسن الحصول على تاكيد مصادر طبية أو رسمية.
عودة الاحتجاجات
واثاراعتقال النمر المعروف بمواقفه المتشددة تجاه السلطات السعودية ومقتل اثنين من المتظاهرين احتمال إعادة حركة الاحتجاج في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي اعتقال نمر باقر النمر (53 عاما) «احد مثيري الفتن» عصر الاحد في بلدة العوامية ونقله الى المستشفى للعلاج بعد اصابته في فخذه.
وأكد التركي أن «قوات الامن لن تتهاون في التعامل مع مثيري الفتنة والشغب ممن اساؤوا الى مجتمعهم ووطنهم، وجعلوا من انفسهم ادوات في ايدي اعداء الوطن والامة». وتعتبر السلطات النمر احد ابرز المحرضين على التظاهرات في القطيف، يشار إلى أن النمر قال خلال خطبة في مسجده في العوامية قبل عشرة أيام «أنا على يقين من أن اعتقالي أو قتلي سيكون دافعا للحراك وجهاز المخابرات يثير شائعات لاشغال المجتمع عن الصراع الداخلي».
ووجهت دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى التظاهر تأييداً للنمر المعروف بانتقاداته الحادة لأفراد من العائلة المالكة في السعودية. ورجل الدين الذي اعتقلته السلطات مرات عدة كان أبدى ارتياحه في إحدى خطبه لرحيل ولي العهد السابق وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز في 16 جوان الماضي، وفقا لشريط بثه
كما تظهر صور على مواقع التواصل الاجتماعي أعداداً صغيرة من الشبان يطلقون الأسهم النارية والمفرقعات فور الإعلان عن وفاة الأمير نايف الذي يعتبرونه مسؤولا عن قمع تحركاتهم.
يذكر أن النمر دعا العام 2009 إلى «انفصال القطيف والإحساء وإعادتهما إلى البحرين لتشكيل إقليم واحد كما كانت سابقا» في اشارة الى الحقبات الماضية.
«تنسيق أمني»
وتزامن اعتقال النمر مع زيارة قام بها وزير الداخلية البحريني الفريق الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إلى جدة حيث بحث مع وزير الداخلية السعودي الأمير احمد بن عبد العزيز أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية في البلدين في مكافحة الارهاب.
وتطرقت المباحثات إلى «أهمية وضرورة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتنسيق (...) والتصدي للجرائم الالكترونية، كما اتفقا على اهمية وضرورة تطوير التعاون والتنسيق والاتصال بين الأجهزة المعنية بالبلدين».
وكان مسؤول في وزارة الداخلية اتهم في اكتوبر الماضي «دولة خارجية تسعى للمساس بأمن الوطن واستقراره»، ودعا المتظاهرين إلى أن «يحددوا بشكل واضح اما ولاءهم لله ثم لوطنهم او ولاءهم لتلك الدولة ومرجعيتها» في اشارة الى ايران.
كما كان مسؤول في الوزارة أعلن في فيفري أن ما يحدث في القطيف «إرهاب جديد» ستتصدى له السلطات «مثلما تصدت لغيره من قبل دون تمييز مناطقي أو طائفي» في إشارة إلى تنظيم القاعدة.
وشهدت القطيف مسيرات احتجاجية متفرقة رفعت شعارات تأييد للانتفاضة في البحرين ثم تحولت للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين وإجراء إصلاحات سياسية في المملكة.