تعتبر منطقة بوليفة الكائنة بالمدخل الجنوبي لمدينة الكاف من أهم الأراضي الزراعية الخصبة بكامل الولاية وهو ما شجع أصحابها على استغلالها لمختلف أنواع الزراعات البعلية كالقمح والشعير والأشجار المثمرة كالزياتين واللوز. كما فكرت الدولة في استغلال نوعية التربة وتحليلها وتم على اثرها بعث معهد ثانوي لتدريس العلوم الفلاحية وفي التسعينات تم الحاقه بوزارة التعليم العالي لتصبح مدرسة للتعليم العالي الفلاحي مما شجع أصحاب الأراضي على تجزئتها الى مقاسم كبيرة وقاموا بالتفويت فيها لكبار التجار والمحامين ولكل من يرغب في اقامة مبان عصرية وضخمة بعيدا عن التجمعات السكنية خارج المدينة . كما أن الدولة واصلت هي الأخرى عملية توسيع المنشآت والبناءات الجماعية على حساب تلك الأراضي الزراعية فأقامت المدينة الرياضية ثم المعهد الأعلى للرياضة وكذلك المعهد العالي للدراسات التكنولوجية الشيء الذي جعل من هذه الجهة قطبا جامعيا كما أصبحت منطقة مليئة بالأبنية الفخمة والفيلات الضخمة وبأنماط هندسية متعددة فتآكلت تلك الأراضي الزراعية بل أصبحت قصورا وفيلات بعد ان تحصل أصحابها على تراخيص في البناء من قبل لجنة فنية جهوية تعقد جلساتها بمقر الادارة الجهوية للتجهيز تبعا لما جاء بمجلة التهيئة الترابية والتعمير الصادرة بالقانون عدد 122 والمؤرخ في 28 نوفمبر 1994 والقاضي بأن البناء بهذه المنطقة الفلاحية يكون بالمرور بالمصالح الادارية الجهوي للتنمية الفلاحية وذلك في اطار حماية الأراضي الفلاحية وتطبيقا للقانون عدد 104 لسنة 1995 تنفيذا لقراري وزير الفلاحة ووزير التجهيز والاسكان المؤرخ في 31 اكتوبر 1995 الشيء الذي يؤكد ان العيب كذلك في النصوص القانونية التي تهم التهيئة العمرانية وقوانين حماية الأراضي الفلاحية التي لا تراعي خصوبة كل منطقة على حدة.