في زيارة قامت بها «الشروق» الى منطقة وادي بوزنة وأساسا دوار الحوش والتي تقع في الشمال الشرقي من معتمدية نفزة بين الحقول الممتدة هنا وهناك وقفنا عند أكثر من محطة معاناة يعيشها أهالي هده المنطقة.. حقول القمح تنتظر موسم الحصاد أو قدوم آلة الحصاد وحقول الزراعات السقوية من طماطم وفلفل.. المنظر يبدو جميلا ولكن الطريق كان سيئا للغاية حيث تتكاثر فيه الحفر جراء كميات الأمطار الغريزة التي نزلت في المنطقة فأثرت تأثيرا عميقا على البنية التحتية: الطرقات والقنطرة والمسالك تتطلب كلها تدخلا عاجلا حتى يتمكن هؤلاء المتساكنون من القيام بأعمالهم الفلاحية في أحسن حال.. الطريق الرابطة بين دار الحوش والطريق المؤدية الى مدينة نفزة قد وقع التدخل فيهما لتحسينهما سنة 1997 من طرف ديوان الشمال الغربي ورغم التشكيات الصادرة عن أهالي المنطقة فانه لم يقع الاستجابة اليهم لذلك تردت أحوالهم وساءت نتائج أبنائهم نظرا للفيضانات التي جعلتهم في عزلة تامة هذا واقعهم شتاء. أما في الصيف فالأمر يختلف فتصبح مشاغل هؤلاء المواطنين بل هاجسهم الوحيد قطرة ماء فرغم وجود الحنفيات وقنوات المياه فهي صورة دون مضمون وهي مجرد ديكور أوهي مساحيق للتجميل من العهد البائد لا أكثر ولا اقل. فهذه الحنفيات قيل لنا إن الماء لم يجر فيها منذ 14 من شهر رمضان الفارط. فسكان دار الحوش يسكنون مناطق مرتفعة وهو ما يقتضي محرك لخزان الماء ذي قوة عالية وهذا لم يوفره المقاول الذي أنجز المشروع وبشكل سيئ وبشهادة العديد من المواطنين خاصة من له دراية وشغل في هذا الاختصاص. ورغم تدخلهم فانه تعنت. واليوم فانهم يستهلكون الماء من عين تكاد تنعدم فيها أدنى علامات الصحة بل انهم يشاركون الحيوانات في هذا أكثر من 300 عائلة تتوافد على هذه العين التي سرعان ما تتحول الى غدير فتصبح قطرة ماء وبالا على الأطفال( ويشير البعض الى أنّ هناك من فارق الحياة جراء تلوث الماء ) خاصة بارتفاع درجة حرارة أجسادهم ويصبح التنظيف بالتناوب. ويقول المواطنون ان هذه العين ظرفية أي أن المياه ستنقطع عنهم بمجرد ارتفاع درجات الحرارة ويصبح الوادي ملجأهم.