تسير أشغال مشروع الشبكة الحديدية السريعة بخطى متسارعة لكن أهالي منطقة القباعة بوادي الليل استغربوا تركيز المحطة النهائية التي من المبرمج أن تحمل اسم «القباعة» خارج معتمدية وادي الليل وتحديدا بمعتمدية منوبة أولاد بوذينة التابع لحي البرتقال. تركيز المحطة على بعد 1000 متر من منطقتهم التي تضم 10 أحياء سكنية يؤمها حوالي 30 ألف ساكن أثار حفيظتهم ودفعهم إلى التحرك لمعرفة الأسباب وللحيلولة دون إتمام المشروع على صيغته الحالية التي اعتبروها إجراء يحرمهم من خدمات القطار السريع المبرمج منذ 2006 والذي انتظروه على أحر من الجمر على اعتبار مساهمته الفاعلة في تحسين ظروف تنقلهم ودعمه عرض النقل العمومي الجماعي الذي يعد خيارا استراتيجيا لمساهمته الملموسة في التحكم في كلفة الطاقة والتلوث ولتحسينه نوعية الخدمات وخاصة الحد من الاكتظاظ وتامين سيولة التنقل والمرور والسلامة داخل المدن الكبرى ومنها ولاية منوبة.
وقد استغربوا أن تحمل المحطة اسم منطقتهم وان يقع حرمانهم من خدمات مشروع الشبكة الحديدية السريعة خاصة أن المنطقة التي وقع اختيارها لتركيز المحطة قليلة السكان مؤكدين أن المحطة النهائية مبرمجة بمنطقتهم وقد تولت شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة تذليل الإشكاليات العقارية على مستوى منطقتهم واقتنت حسب قولهم قطعة ارض تمسح الهكتار لانجاز مولد طاقة للضغط العالي», وأنه بقدرة قادر وقع إقصاؤهم من المشروع.
«الشروق» اتصلت بالسيد منصف الفالح الرئيس المدير العام لشركة تونس للشبكة الحديدية السريعة الذي أكد اهتمامه بشاغل أهالي منطقة القباعة بوادي الليل المشروع من حيث الرغبة في الانتفاع من خدمات المشروع والذي لم يقع إقصاؤهم منه كما يعتقدون... وأشار إلى أن «المشروع لم يجر عليه أي تغيير لاقبل الثورة ولا بعدها وما أفضت إليه الدراسات الأولية يتم انجازه حاليا بحذافره الفنية الدقيقة فقد تم برمجة المحطة بحي البرتقال على اعتبار الحاجة الملحة لمساحة كافية لمحطة ترابط مع الحافلات وبعض المكونات اللازمة لمآوي سيارات ومحلات تجارية وغيرها من المكونات الضرورية وهو ما تحرص الشركة على انجازه وفق الآجال ورغم بعض الإشكاليات البسيطة التي تواجه الشركة في انجاز القسط الأول المعروف بالخط «D» وهو القسط ذو الأولوية الممتد على طول 19.2 كلم والذي يشمل 11.3 كلم داخل تراب ولاية منوبة من جملة 85 كلم تقريبا لكافة المشروع باعتمادات تقدّر ب مليار دينار.
وأكد أن المشروع وان لم تركز محطته النهائية بمنطقة «القباعة» فإنه سيشملها بخدماته على اعتبار انه يتضمن منطقة ترابط فضلا على طريق مهيئة تيسر دخول الحافلات عبر مسار السكة مما سيمكن الأهالي وباقي المناطق المجاورة من استعمال خط القطار السريع دون صعوبات. أما عن سير مشروع القسط الأول من المشروع الذي تتسارع خطى انجازه حتى يكون جاهزا على ذمة مستعمليه البالغ عددهم حوالي 600 ألف ساكن بمناطق الملاسين وباردو ومنوبة ودوار هيشر والحرايرية والزهرونى وسيدي حسين فقد أكد المدير العام أن نسب الانجاز متفاوتة على مستوى نفق السيدة منوبية (25 بالمائة) والمحطات المبرمجة بالبرتقال والبرطال والملاسين في انتظار إيجاد مقاولة لانجاز الهندسة المدنية والمتمثلة في بناء المحاولات الفنية والأنفاق المبرمجة على اعتبار خاصية المشروع التي تتضمن أنفاق ومحولات على مستوى تقاطعات الطرقات مع السكة الحديدية. وأشار في الإطار إلى حل نسبة 80 بالمائة من الإشكاليات العقارية في حين تظل بعض الإشكاليات قائمة وهي متعلقة بإثبات ملكية ورهنية وبأصول تجارية صعب تحديد قيمة التعويض فيها مبينا في الإطار استحثاث الجهود لتذليلها في اقرب الآجال.