تمكن مركز تكوين الفتاة الريفية ببوحجلة من ولاية القيروان من تحسين كفاءات الفتيات المسجلات ما جعلهن يتمتعن بسمعة مهنية عالية دفعت المؤسسات الصناعية الى التنافس لاستقطابهن. لكن المركز يشكو من عديد الصعوبات والنقائص. «الشروق» حضرت حفلة اختتام السنة التكوينية بمركز تكوين الفتاة الريفية ببوحجلة وحاورت مختلف الأطراف ذات الصلة حول واقع وآفاق المركز.بعد تربص دام سنتين بمركز تكوين الفتاة الريفية ببوحجلة تحصلت نادية صمارة على تكوين نظري وتطبيقي بين المركز ومؤسسة خاصة بالمهدية. وقد تمنت ان تجد معملا أو مصنعا لنفس اختصاصها بالقيروان تفاديا للتنقل والبعد عن العائلة. وقد قررت مواصلة التكوين إلى مستوى مؤهل تقني مهني (BTP)بولاية صفاقس وتسعى الى الحصول على شهادة مؤهل تقني سامي (BTS) اختصاص مراقبة الجودة.
أما أماني السهيلي متحصلة على أحسن معدل بالمركز (16.16) فهي ترغب في مواصلة تكوينها بالمنستير لنفس الإشكال لعدم وجود مركز بالقيروان في نفس اختصاصها. وهو ما يطرح التساؤل حول غياب مراكز تكوين متقدمة في القيروان تمكن الفتاة من الحصول على شهائد ارفع في التكوين.
من جهتها تحصلت آمال فارسي (حاجب العيون) على شهادة الكفاءة المهنية اختصاص مزارع مع تكوين تكميلي في الخياطة وقد أشارت الى صعوبات التنقل امام غياب الإقامة نهاية الأسبوع. وهي تفكر في الالتحاق بمركز التكوين والتدريب المهني بصفاقس اختصاص خياطة والذي لا يتوفر في القيروان راغبة الحصول على شهادة مؤهل تقني مهني حتى تضمن مستوى راقيا حسب قولها لتعمل بعد ذلك باجر أفضل.
محمد البلغوثي (ولي) حضر الحفل برفقة ابنته بعد انتهاء تربصها ليساعدها في اختيار مؤسسة صناعية للعمل بها وأشار الى ايجابية وجود أصحاب المعامل على عين المكان للتفاوض والنقاش على عكس ما ظنه انه سيذهب إلى ولايات أخرى.
تألق للنهوض بالفتاة الريفية
السيد احمد الحامدي مدير مركز التكوين للفتاة الريفية ببوحجلة أوضح أن المركز يكوّن في اختصاصات متعددة كصناعة الملابس ونسيج الزربية إلى جانب التكوين العام ويعتبره مركزا جهويا لأنه مشع على كامل الولاية وقاطرة للتشغيل، وقد ابرم عدة اتفاقيات شراكة مع مؤسسات صناعية خارج القيروان. واشار الى جانب مهم وهو ان المركز الذي تأسس سنة 1966، لم يشهد تحسينات في بنيته التحتية المتدهورة، وقال ان المركز يتلقى مطالب تفوق طاقته المحدودة (120 فتاة). حيث يتسع المبيت ل64 فتاة في حين تصل المطالب الى 200 فتضطر البقية الى التحول الى جهات مجاورة، رغم انه تم الترفيع في طاقة استيعابه التي كانت سابقا 90 وكذلك في الرفع في طاقة «الكفاءة المهنية». وتعمل المؤسسة على ربط الصلة بين المتربصة والمؤسسة مباشرة، وما يميز مركز التكوين هو متابعة المتخرجات بعد فترة التكوين من اجل الاطمئنان على حياتهن المهنية أو التكوينية وان نسبة الإدماج مائة بالمائة و58 متخرجة لهذه السنة تم إدماجهن داخل المؤسسات الصناعية التي حضرت الحفل. منافسة وحظوظ....
عدد كبير من المؤسسات الصناعية (الخياطة خصوصا) تتعامل منذ سنوات مع هذا المركز في تبادل التكوين وكذلك بالتشغيل وتربطهم علاقة جيدة بالمركز وبأولياء المتربصات. وقد حضر أصحاب ومديرو المؤسسات الصناعية من ولايات مجاورة في حين لم يسجل حضور أي مؤسسة صناعية قيروانية. رضا الجزيري مدير شركة خاصة مختصة في الخياطة (المنستير) جاء خصيصا من اجل الاتفاق مع المتخرجات للعمل في مؤسسته وقد اتفق مع 9 فتيات ووعدهن بتحويل حافلة لنقلهن مقدما مزايا العمل في مؤسسته. وقال انه كان ينوي التعاقد مع 30 فتاة لكن الحظ لم يحالفه بسبب تأخره مشيرا الى السمعة الطيبة التي تحظى بها خريجات مركز الفتاة الريفية ببوحجلة.
نقائص ومكونات بلا مرتب
رغم السمعة الطيبة للتكوين. فان المكونات العرضيات بالمركز لا يتحصلن على مرتبات محترمة. حيث لا تتجاوز المكافأة 50 دينارا في الشهر. ولا تغطية اجتماعية. ووجهن نداء للسلط المعنية للنظر مستقبلهن المهني واغلبهن متزوجات وظروفهن الاجتماعية قاسية وطالبوا بانتدابهن بالمركز الجديد الذي سيحدث ببوحجلة.
ويعاني المركز العديد من النقائص خاصة في عدد الأعوان و التجهيزات و السيارة وضعف طاقة الاستيعاب. ولعل مشروع إحداث مركز التكوين والتدريب المهني الذي تمت المصادقة عليه سيلبي طلبات أبناء الجهة على مستوى التكوين.
فمتى تتوفر المؤسسات الصناعية لهذه الاختصاصات بالجهة؟ ومتى تحدث مراكز تكوين وتدريب مهني لمواصلة التكوين بالجهة حتى تزدهر التنمية الاقتصادية وتتحسن الظروف الاجتماعية التي مازالت غائبة ومنعدمة ببوحجلة بالخصوص وبالقيروان عموما... قد تتحسن الأوضاع يوما !