في مدينة السبيخة ليس هناك ما يوحي بحلول رمضان عدا أحاديث مقتضبة هنا وهناك تركّزت حول هواجس غلاء الأسعار والاحتكار والحرارة حتى المقاهي فإنّها لم تتجمّل ولم تتزيّن احتراما لحرفائها على الأقلّ لأنّ همّ أربابها هو الرّبح. بل لم يكلفوا أنفسهم عناء تنظيف الكراسي البلاستيكيّة الّتي علاها غبار مزمن تحوّل لونه إلى سواد من كثرة اللاّمبالاة والإهمال، لكن يمكن القول إنّ أهمّ ما لوحظ هو التزوّد بالسّلع والبضاعة وتكديسها في المخازن امّا الإقبال عليها من قبل المستهلكين فإنه يبدو محتشما على عكس السنوات الفارطة. بعض الأشخاص، أجمعوا حول انزعاجهم من اختناق الحركة المرورية أمام السّوق بسبب الانتصاب الفوضوي وكثرة الباعة الموسميين وتزايد عدد باعة ورق البريك (الملصوقة) والمعدنوس والهندي. ذلك أنّ بابيْ سوق الخضر والغلال الشمالي والأوسط ينتصب فيهما بعض الباعة وتتكدّس فيهما السّلع ممّا يؤدّي إلى اختناق الممرين وصعوبة حركة مرور المترجّلين، زد على ذلك اكتظاظ وازدحام الطّريق أمام السّوق وهو مظهر مخلّ بحركة المرور ومعطّل لها بل هو مظهر من مظاهر التخلّف على حدّ قول أحدهم.
بعض المواطنين عبّروا لنا عن مخاوفهم من احتكار السّلع وعمليّات الغشّ والتّلاعب بالأسعار خصوصا اللّحوم والغلال وهو ما جعلهم يناشدون مصالح المراقبة الاقتصاديّة والصحيّة بالقيام بدورها حتّى يشعروا بالاطمئنان وراحة البال.
أمّا بعض باعة الخضر فإنّهم منزعجون كثيرا من قلّة نظافة السّوق التي تلقى فيها الخضر والغلال المتعفّنة وتنبعث من بعض الزّوايا الرّوائح الكريهة، لذلك هم يعولون على البلديّة في إيلاء هذا المحيط ما يستحقّه من عناية وذلك بوضع حاوية تصبّ فيها الأوساخ وبالتصدّي للمتجاوزين بكلّ حزم.