يحتاج الزوجان لاختيار أحسن الألفاظ للتخاطب بها ولإبداء مشاعر الحب والرحمة تجاه بعضهما، في الصحيحين عن عائشة قالت قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «إني لأعلم إذا كنت عنّي راضية وإذا كنت عليّ غضبي قالت: فقلت ومن أين تعرف ذلك؟ قال أما إذا كنت عنّي راضية فإنّك تقولين لا وربّ محمّد وإذا كنت عليّ غضبي قلت لا وربّ ابراهيم قالت قلت أجل واللّه يا رسول اللّه ما أهجر آلا اسمك». فأيّ رحمة هذه وأي منطق حسن هذا. وتشتدّ حاجة الزوجين الى هذا الخلق عند ثورة الغضب وسبق اللسان بالخطإ والزلل من أحدهما تجاه الآخر، وما أحسن ما قاله أبو الدرداء لزوجته في بداية أمرهما: إن لقيتني غضبان فرضني، وإن لقيتك غضبي رضيتك، وإلا فلنتفرق.
وانظر الى مالك بن دينار الذي غضبت زوجته يوما فقالت له: يا منافق، فأحسن التصرّف وفوّت على الشيطان الفرصة، فقال لها: ما عرف اسمي إلا أنت. هكذا أيها الأحبّة ينبغي للمسلم أن يتعهد لسانه وألا يقول إلا خيرا، وصدق اللّه القائل {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين النّاس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات اللّه فسوف نؤتيه أجرا عظيما} (النساء: 114).
الكلام الطيب مع الوالدين ومخاطبتهما باللّين: قال تعالى {وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانا إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا} (الاسراء: 23 و24).
الكلام الطيب مع النّاس: قال تعالى {وإمّا تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمة من ربّك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} (الاسراء: 28) وقال تعالى {وقولوا للنّاس حُسنا} (البقرة: 83) وقد كان الصالحون يتعهدون ألسنتهم فيحرصون على اختيار الألفاظ والكلمات التي لا يندمون عليها فرأينا منهم عجبا.