القادر سبحانه وتعالى هو الذي يقدر المقادير في علمه، وعلمه هو المرتبة الأولى في علمه، فاللّه عزّ وجلّ قدّر كل شيء قبل صنعه.. واللّه سبحانه وتعالى يريد من عباده: الاستخارة في صغير الأمر وكبيره متبعين سيّد الأوّلين والآخرين «اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلة العظيم فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاّم الغيوب، اللّهمّ إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: في عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضّني به، ويسمى حاجته..» (رواه البخاري) أي أطلب منك أن تجعل لي عليه قدرة. الدعاء القضاء لا يرد ولكن يكون اللطف فيه بالقدر الخير ويكون ذلك بالدعاء. فمثلا: لو قضاء اللّه أن يموت شخص في هذه اللحظة وكان هذا الشخص من أهل التقوى والصلاح وكان يدعو بحسن الخاتمة فقد يموت في صلاة بدلا أن يموت وهو في أماكن محرمة. الصبر عند القضاء إذا جاء القدر من اللّه مباشرة فعليك أن تتخلّق بخلق الصبر. قال تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا هو مولانا وعلى اللّه فليتوكّل المومنون} (التوبة 51). فمثلا: لو قدّر اللّه أن يسقط ابنك من سطح البيت فنزل ميّتا فهذا قدر اللّه فاصبر كما جاء في كتاب اللّه مبيّنا ذلك فقال تعالى {واصبر على ما أصابك إنّ ذلك من عزم الأمور}(لقمان 17). المؤمن الحق هو الذي يعلم علم اليقين أنّ كل ما أصابه فهو من عند اللّه وهو مكتوب في اللّوح المحفوظ من قبل أن يكون في عالم الذرّة، قال تعالى {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على اللّه يسير} (الحديد 22) فهذه الآية تجعله راض بما قسمه اللّه له وهو خير له لأن اللّه يدافع عن المؤمنين ويؤمنهم ويرعاهم ويحفظهم وما كان اللّه القدير أن يعذبهم قال تعالى {ما يفعل اللّه بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان اللّه شاكرا عليما} (النساء 147). يريد منّا أن نكون أقوياء التطبيق العملي لاسم القادر أن تكون قويا، في صحيح مسلم من حديث أبو هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال «المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى اللّه تعالى من المؤمن الضعيف». من كتاب «فسحة في أسماء اللّه الحسنى»