الحياء إمارة وعلامة صادقة تكشف عن حقيقة خلق الفرد منا، ومقدار إيمانه، وأن هذا الإنسن ذو ضمير حي، يخجل من فعل المنكرات، وينزه نفسه عن الانغماس في السفاهات. فبذلك يمكننا أن نحكم بسهولة ويسر على من حولنا وعلى أخلاقهم من خلال قياس أخلاقهم بمقياس الحياء. ويصف لنا أحد الصحابة حياء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث:يقول أبو سعيد الخدري رضي الله فيما رواه الشيخان: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها. وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.»
وجاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الحياء لا يأتي إلا بخير.» وفي رواية مسلم: «الحياء خير كله.» والنبي يعتبر الحياء خلق الإسلام الرئيسي والذي يعبر عن حقيقة المسلم ودينه. فكان يقول: «إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء.» (رواه مالك). وكان من حيائه صلى الله عليه وسلم، أنه إذا أراد أن يغتسل، اغتسل بعيدًا عن أعين الناس - ولم تكن الحمامات يومئذ في البيوت، كما هو شأنها اليوم - ولم يكن لأحد أن يراه، وما ذلك إلا من شدة حيائه. أخبرنا بهذا ابن عباس رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وراء حجرات، وما رأى أحد عورته قط.» (رواه الطبراني).