تختلف الانطباعات حول عادات وأجواء شهر رمضان حسب الأجيال ورغم ان السيد خالد الذوادي (الوسلاتية) من مواليد ما بعد الاستقلال، فإنه يحتفظ بذكريات جميلة عن شهر رمضان تجعله يتحسر عليها في وقتنا الحالي أمام ما يراه من معاملات خرجت عن الأصول والتواصل الاجتماعي. وسط مدينة القيروان وتحديدا أمام أحد البنوك وجدناه ينتظر صرف مرتبه الذي تأخر من أجل أن يتمكن من اقتناء حاجيات أسرته. ولكن البنك راوغه ليعود الى الوسلاتية خالي الوفاض. رمضان قبل أفضل في كل شيء سواء في الأسعار او في الأجواء او في العادات، من طبال سحور ومدفع انقرضا من الوسلاتية.
يقول السيد خالد مبينا انه يفطر على تمرات وكاس ماء ثم يصلي المغرب قبل ان يجلس مع العائلة على طعام واحد. أما طعام السحور فيكون على كسكسي بالرمان او مصفوف. وما يلاحظه خالد هو اختفاء العادات الاجتماعية الطيبة ومن بينها الضيافة والتهاني المباشرة بدخول شهر رمضان. وقال ان غلاء الأسعار واللهفة طغت على كل شيء. وقال ان الناس اليوم تراقب بعضها. ولعل ما أثلج صدره هو امتلاء المساجد بالمصلين وعودة الحرية الدينية. وقال انه يحرص على تعليم أبنائه تعاليم الإسلام والصيام.
وأشار السيد خالد الى برودة العلاقات الاجتماعية بين الناس وطغيان الارساليات القصيرة التي حلت محل التهاني المباشرة. وقد طلب ان يعود المدفع وطبال السحور الى معتمدية الوسلاتية.