الشيخ الفقيه المربي محمود الشعبان، رحمه الله، من علماء تونس الذين لم يكتب لإنتاجهم الشهرة خارج البلاد. توفي في الثمانينات من القرن العشرين، وله اكثر من 50 كتابا منها كتاب «الجامع المسير للفقه المالكي» في 3 مجلدات. وولد المرحوم محمود الشبعان في 15 أفريل 1928 بطبلبة وتوفي يوم 3 نوفمبر 1983، بدأ تعليمه بالكتاب ثم انتقل الى المدرسة الابتدائية حيث قضى فيها أربع سنوات من 1936 الى 1941 اجتاز على اثرها مناظرة الدخول الى التعليم الثانوي بنجاح قصد الدخول الى المدرسة الصادقية سنة 1942 وعند الالتحاق بها اضطر الى الانقطاع نظرا الى التأزم الوضع بالبلاد نتيجة الحرب العالمية الثانية. ثم عاد الى الدراسة بها وقد تم قبوله بالسنة الثانية اثر امتحان. وفي سنة 1945 اجتاز مناظرة الدخول الى دار ترشيح المعلمين بتفوق ورغم العراقيل المادية التي عانى من ويلاتها المرحوم خلال سنوات الدراسة. وفي سنة 1957 عكف يتلقى دروسا عن طريق المراسلة من جامعة «سونذرن» بكاليفورنيا ثم واصل بعدها تعليمه الجامعي بدار المعلمين العليا بتونس سنة 1962 وقد انخرط المرحوم محمود الشبعان في سلك التربية والتعليم فعمل كمعلم ثم كمدير مدرسة ثم متفقدا ومتفقدا جهويا للتعليم الابتدائي وفي سنة 1960 كلف بالاشراف على مكتب البحوث التربوية بوزارة التربية القومية فكان من الذين جددوا الكتاب المدرسي وبعثوا النشرة التربوية وأثروا المكتبة المدرسية، هذا بالاضافة الى تآليفه الدينية التي كان فيها المعلم الصادق الحريص على أن تكون مبسطة ميسرة فكتب للأطفال سلسلة العبادات الميسرة: تعالى تطهر وصلّي [تعال تطهر وصلّ]، وسلسلة السيرة الميسرة وقد صدر منها «البيت الحرام» «انك لعلى خلق عظيم» «في سبيل الحق» «ان مع العسر يسرا» «المستضعفون العظماء». كان ألف الكتب الفقهية ونشر البحوث والدراسات القرآنية من أجل ارشاد كل متسائل وإنارة كل حائر في أمور دينه وعباداته فكانت ثمرة جهد عظيم موسعة فقهية في ثلاثة اجزاء «الجامع الميسر لأحكام الطهارة والصلاة» و«الجامع الميسر لأحكام الصوم والزكاة» و«الجامع الميسر لأحكام الحج والعمرة والزكاة والنذر واليمين» وكتيب بعنوان: «الحج والعمرة والزيارة خطوة خطوة» وكتاب على التحجر والتميع.