تحظى المسالك السياحية غالبا في مختلف المدن بعناية استثنائية خاصة في فصل الصيف .غير ان الامر يتغير حين نتحدث عن مدينة بنزرت التي تبقى مسالكها السياحية مهددة جرّاء غياب العناية اللازمة حيث أنها تشكو وضعا بيئيا كارثيا. تعيش بعض احياء مدينة بنزرت منذ مدة طويلة وضعا بيئيا كارثيا بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي وفيضانها في الشوارع مما حول حياة المتساكنين إلى جحيم لا يطاق خاصة على مستوى المسلك السياحي وتحديدا محيط الميناء القديم الذي يعتبر متنفسا للاهالي ومزارا للوافدين على المدينة هذا الفضاء تحول إلى مرتع للجرذان كبيرة الحجم ومصدر روائح كريهة وبركة للمياه الآسنة التي تفور بها البالوعات ولعل من اكثر المشاهد التي تثير الانتباه هي ذاك المطعم الذي يرتاده بعض السياح والذي تحولت ارضيته إلى مسبح للمياه المتعفنة والامر من ذلك ان بعض مداخل المساجد بالمدينة تسبح بدورها في برك المياه المتعفنة والمصلون يجبرون على ان تطأ أقدامهم البرك قبل الدخول لبيت الصلاة وغير بعيد عن الميناء القديم نجد أحياء المدينة العتيقة وخاصة المنزه والنجارين وسيدي قعقع والتي تغرق ازقتها صيفا شتاء في مياه الصرف الصحي وكذلك سوق الاسماك والذي انسدت جميع قنواته وأصبح الداخل إليه يضطر إلى قطع انفاسه من حين إلى اخر حتى يغادر السوق.
والغريب في الامر أن جل الاهالي الذين تحدثنا اليهم واصحاب المحال التجارية من مطاعم أو مقاهي اكدوا لنا انهم اتصلوا اكثر من مرة بديوان التطهير لكنهم لمسوا برودا عند المسؤولين هناك ولامبالاة غريبة منهم وحتى إن وجدت التدخلات فتكون جزئية وسطحية تلغي المشكل لفترة قصيرة قبل ان يعود بأكثر حدة وهم إلى اليوم لم يفهموا كيف يتجاهل الديوان هذه الوضعية ويغض عنها الطرف فهل هو عقاب جماعي لسبب ما أم هو الاهمال أم تراه الفساد الذي مازال ينخر عديد الادارات؟