تشهد المقاهي إقبالا كبيرا من التونسيين في رمضان ليلا بسبب ارتفاع درجات الحرارة ويبلغ الإقبال ذروته في عطلة نهاية الأسبوع خاصة في المناطق المحاذية للبحر على غرار المرسى وحلق الوادي شمال العاصمة إذ كثيرا ما تستغلّ الأسر الفرصة للسباحة وذلك بحثا عن الرطوبة. ونظرا لأهمية هذا الإقبال قام مرصد «إيلاف» لحماية المستهلك بإنجاز دراسة خلال الأسبوع الأول من رمضان لتقييم خدمات المقاهي بمختلف أصنافها وقد شملت هذه الدراسة 32 مقهى شعبيا وراقيا منها المقاهي التابعة للنزل.
المقاهي الشعبية
وأظهرت الدراسة أن نسبة رضا التونسي عن المقاهي من النوع الشعبي بلغت 40٪ خاصة وأن المستهلك في جل الحالات المستجوبة لا يهتم بنوعية الخدمة المقدمة إليها وتأهيل الفضاء بقدر ما يراعي معطيات شخصية انطباعية على غرار قرب المقهى من المنزل ووجود الأصدقاء بالجلسة. وقد تمّ ملاحظة جملة من المخالفات في هذه المقاهي تتمثل في الدمج بين فضاء المدخنين مع فضاء غير المدخنين وتوسيع فضاء المقهى ليشمل الرصيف أو حتى جزء من الطريق والحدائق العمومية...
كما أنّ 15٪ من جملة هذه الفضاءات تعاني من نقص التهوئة والتكييف. ومن التجاوزات الأخرى خرق بعض قواعد النظافة في غسل الكؤوس وتعقيم متنفسات الشيشة وتكرير بعض المقاهي لغلي نفس الشاي وعرض مأكولات غير محفوظة حسب الشروط الصحية.
شوي المرقاز
وجاء في الدراسة أن بعض المقاهي الشعبية والمترنحة بين الشعبي والراقي انتشرت أمامها ظاهرة شوي المرقاز وقلي البيض بطرق لا تراعي قواعد حفظ الصحة ومجهولة المصدر مما قد يتسبب في عديد الأمراض لمن يأكلها ويستوجب تدخل المراقبة.
أسعار المقاهي الراقية
أما في المقاهي وصالونات الشاي الفاخرة فنسبة رضا الحرفاء عنها بلغت 60٪ خاصة بالنسبة إلى ظروف التهوئة ونوعية الخدمات وإدخال اختصاصات رمضانية على غرار التنشيط والغناء وأكلات رمضانية منها «البوزة» و«الصمصة» و«الحلو العربي» و«الزقوقو» وهي فضاءات تسمح بلقاء كل أفراد العائلة لكن تساءل 78٪ من حرفاء هذه المقاهي والصالونات عن طرق ضبط تسعيرة المشروبات بهذه الفضاءات إذ شهدت هذا العام ارتفاعا غير مسبوق واختلافا بين مختلف الفضاءات ولاحظ مرصد إيلاف لحماية المستهلك أن ارتفاع الأسعار غير مسبوق بجهة البحيرة وذلك ناتج عن كثرة الإقبال والملاحظ أن حرفاء مقاهي النصر أيضا يعانون بدورهم من الغلاء فقد بلغ ثمن قارورة ماء 3 دنانير والشيشة من 6 إلى 10 دنانير والقهوة بأكثر من 3 دنانير وكوب مثلجات ب6 دنانير والبوزة بلغت 16 دينارا ولعل هذه التعريفات تأخذ بعين الاعتبار التنشيط والغناء الذي يصحب السهرة.