المحبة هي التي لا تزداد بالحسان ولا تنقص بالجفاء، ما دام مستقرها حبة القلب، واذا صح لي مودة اخ فلا ابالي متى لقيته، مادام النظر الى رسمه بعين القلب واضح جهارا وهذه الحكاية عن ابي اليمن سفيان بن وهب الخولاني، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وحج معه الوداع، ودخل القيروان في زمن الامير عبد العزيز بن مروان سنة ثمان وسبعين للهجرة. وسبق له ان غزا افريقية سنة ستين. وعشائر البربر آنذاك تتارجح عقيدتهم بين ربة الحرث والنسل تا مضيت، عبارة عن صنم طيني ضخم الفخذين وافر العجيزة، مكتنز الثديين. يرمز للخصب، وبين الدين الجديد، يرتدون ويخرجون منه، ثم يصلون بصلاته ويجلسون مجالسة بالمحاريب. روى التابعي الجليل غياث ابن شبيب قال: كان الخولاني صاحب رسول الله يمر بنا ونحن فتية بالقيروان فيسلم علينا ونحن في الكتاب بالالواح والصحائف، وعليه عمامة قد ارخاها من خلفه (رشاش) والمدينة حينذاك معروفة بوفرة الزيتون والرمان، وجزات الصوف المكونة عند الحاكة والنساجين. حتى انها تدفع نصيبها من الخراج والجباية زرابي وبرانس وقشاشيب الى سادة بني امية بالشام. جاء في التاريخ الكبير للبخاري عن السباتي انه سمع الخولاني بما هو صحيح يحدث عن رسول الله قال: «لا تاتي المائة وعلى ظهر الأرض احد باق.» وذكر هذا لدى اشياخ مدرسة الحديث بديوان الامارة، فامر الحاكم باحضار الخولاني، فجيء اليه محمولا وهو شيخ كبير فساله، فحدث به ومعناه: لا يبقى احد ممن ادركني الى راس المائة، وعن علي بن طالب كرم الله وجهه انه لما بلغه الحديث. اوله تاويلات بديع اقال: انما اراد النبي بذلك نقصان العمر. خلف ابو الخولاني حفدة وذرية قال فيها مالك ابن انس: ما علمت احدا ذكرها بسوء منهم ابو اسحاق امام مسجد سحنون وسعدون الذي خرج في سبعين غزوة لطلب الشهادة، واحمد ابن عبد الرحمان الذي بنى جامعا لعلم الارتياض ومعرفة الحساب قائم الى اليوم في نهج 03 القرامطة بحي الجامع.