أظهر العديد من التونسيين سخطهم وتذمرهم من تردّي الخدمات الادارية في شهر رمضان في الوقت الذي تتبجّح فيه الحكومة بأنها سعت الى تركيز خلايا داخل الادارة التونسية في مختلف جهات البلاد من أجل تشخيص مظاهر الفساد وإرساء النزاهة والشفافية.. فما الذي يجعل المواطن يتذمّر من الخدمات الادارية؟ انتقد بعض المواطنين الاكتظاظ داخل أروقة الإدارة واستهتار وتهاون بعض الموظفين وعدم التزامهم بالتوقيت الاداري الرمضاني. فالسيد أنور بن عبد الله يقول «رغم التفتح على الاعلامية والانترنات فإن الخدمات الادارية بقيت بطيئة وازدادت ترديا مع مجيء شهر رمضان فالعديد من الموظفين يفرطون في السّهر وعند حلول موعد العمل يقلّ تركيزهم ويماطلون المواطن.
كما أن العديد من التونسيين تتعطّل مصالحهم بسبب عدم احترام التوقيت الاداري الرمضاني ونقص الموارد البشرية بسبب تمتع بعض الموظفين بالإجازة الصيفية وهذا من حقهم ولكن على المسؤولين تعويضهم».
وأكد السيد صالح يحيى أن الثورة للأسف لم تغيّر عقلية بعض الموظفين ولم يسعوا الى تحسين أدائهم وتطوير الخدمات ويضيف «يوجد تهاون وتقصير في التعامل مع ملفات الحرفاء وبعض الموظفين يحذقون الحديث عن مسلسلات شهر رمضان و«الشوربة» و«البريك» أكثر من حذقهم لعملهم.
أما السيد بسام عبيد فقد قال «لم ألاحظ في تحسّن للخدمات الادارية في شهر رمضان وفي سائر الأيام الأخرى بل بالعكس كثرت التعقيدات الادارية وسوى المعاملة وبتعلة حشيشة رمضان قد يعمد بعض الموظفين الى التخاصم والتشاجر مع الحرفاء وتتعطل بذلك مصالحهم.
كما أن الفساد والمحسوبية وغيرها من الأسباب التي التي قامت عليها الثورة مازالت متفشية داخل دواليب الادارة». وختم قائلا «دار لقمان ظلّت على حالها والحكومة الحالية نائمة في العسل».
ويعتبر السيد لطفي شرف الدين أن الخدمات الادارية رديئة ولم تنل رضاه لا في رمضان ولا في غيره ويتابع «الاكتظاظ سمة تتصف بها أغلب إداراتنا كما أنها تشكو من تردّي خدمات الاستقبال وتوجيه المواطن والحصول على المعلومة بدقّة».
ويؤكد أن أصيب بخيبة أمل كبرى لأنه اعتقد أن ثورة 14 جانفي ستجلب معها الخير للبلاد وتطوّر الخدمات الادارية والبلدية لكن للأسف ازدادت تردّيا. وفي المقابل يعتبر بعض الموظفين أن تقييم الحرفاء للعمل الاداري تنطوي على أحكام مبالغ فيها فمن الإجحاف والمغالطة القول بأن شبابيك الادارة تفرغ بسبب عدم التزام الموظفين بالتوقيت الاداري الرمضاني، بل بالعكس نحرص على احترام التوقيت الاداري وفي بعض الأحيان نبقى بعد الوقت المخصّص لتقديم الخدمات للمواطن.
أما سوء الاستقبال والمعاملة والتشاجر حتى وإن حصلت فإن المواطن سبب فيها فهو يعتقد أن الثورة تبيح له حتى الاعتداء على الموظفين وهذا سلوك خاطئ وعقلية يجب العمل على تغييرها، ولحل مشكلة تردّي الخدمات الادارية ولجعل المواطنين يشعرون بالرضا فإن الدوائر المسؤولة مطالبة بمعالجة النقائص. ودعم البنية التحتية وتشديد الرقابة الادارية والعمل على مقاومة الفساد وإعادة الاعتبار الى الادارة.