عديدة هي الكتب التي تحدثت عن العادات والتقاليد التونسية في شهر رمضان الكريم منها كتاب «الهدية في العادات التونسية» لمحمد بن عثمان الحشايشي المتوفى 12 نوفمبر 1912، والذي حققناه وصدر بتونس سنة 2002 بطبعة أنيقة.فماذا ورد فيه عن هذا الشهر، وعن احتفال التونسيين به في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؟يقول المؤلف: «هذا الشهر العظيم من الأشهر الشريفة خصوصا وأن الله تعالى أنزل فيه القرآن وجعل صومه علينا فرضا وله شروط معلومة في الدين، مذكورة كلّها في باب الصوم من كتب الفقه».واقتصر الحشايشي على العادات الرمضانية بالبلاد التونسية، ذكر منها إكثار أهالي الحواضر والمدن من ألوان الطعام والحلويات في هذا الشهر ودعوة الصائمين للأحباء للعشاء عندهم «يصرفون في ذلك زيادة على العادة».وممّا يذكره الحشايشي إسراج جميع المآذن بالمصابيح ليلا، وإحياء الليالي بالألعاب المختلفة، وإسراج المساجد ليلا لأداء سنة التراويح.ويلاحظ أن في منتصف رمضان تبتدئ أختام الحديث النبوي الشريف منها رواية ومنها دراية في جوامع البلد ومساجده ومدارسه، ويحضر الباي بنفسه في غالبها تبرّكا بالحديث الشريف، يقول الحشايشي: «أحسن العوايد وأفيدها ما اشتهر به أهل الحاضرة من اعتنائهم بأختام الحديث الشريفة دراية في مساجد الحاضرة وزواياها وأضرحة الصالحين».يتبع