هي ليست كسهرات المدن الكبرى الصاخبة بالفرق الموسيقية والمسرحيات والمعارض الفنية والتشكيلية. إنها سهرات تلقائية حميمية من تأثيث أبناء حي الزهور شبابا وكهولا وحتى الشيوخ. مقهى الشهداء ينشر مقاعده وطاولاته على الرصيف المطل على الساحة فتتسابق المجموعات للفوز بالأماكن الشاغرة في الألعاب الورقية وأخرى تفضل تبادل الأخبار السياسية الرياضية وغيرها مناقشة ونقدا. وفي وسط الساحة انتصبت موائد الشواء تشد إليها من فقد شهية الإفطار. هنا وهناك يتسابق الأطفال في مرح وسعادة هذه الساحة روادها هم أبطال ثورة الكرامة الشرفاء الأشاوس أغلبهم من المصابين والجرحى وهم كذلك من عائلات الشهداء سقت دماؤهم أرض هذه الساحة المجيدة ومن مالهم الخاص شيدوا نصب الشهداء تعلوه قائمة مفصلة تعرف بهم وعلى الجدران المقابلة لهذه الساحة كتبوا مطالبهم إلى الحكومة بألوان حمراء كلون دمائهم الساحة تذكرك بتلك الأيام البطولية حين كانت حي الزهور تواجه الرصاص الحي بكرامة استشهاد يمنح الحرية، تذكرك بيوم الموت 10 جانفي 2010 حين منعت سيارات الإسعاف من نقل الموتى والجرحى، تذكرك بخروج كامل السكان واستعدادهم للتضحيات.
فهل من زهور تهدى لأهالي حي الزهور؟ ولماذا لا تخصص سهرات مدعمة من قبل وزارة الثقافة لمثل هؤلاء الأبطال في المكان نفسه؟ أم أن حي الزهور لا يملك من كل ذلك غير اسمه؟