وتميّزت الحياة الأدبية بسوسة في العهد الزيري بالنشاط الزاخر وكانت امتدادا للحياة الأدبية بالقيروان في العهدين الأغلبي والزيري. لقد كانت النخبة القيروانية من العلماء والأدباء والشعراء تيمم صوب سوسة في الصيف للتمتع بهوائها وطقسها الجميل، وينسب الى سوسة عديد الشعراء من الكبار الفحول، يذكر منهم ابن رشيق في «أنموذج الزمان في شعراء القيروان» أبا الفتوح بن محمد السوسي الذي نشأ بسوسة وهو من أهلها، وشعره سهل وطيء لا يتكلّفه (ص 69)، كما يذكر ابن رشيق عبد الوهاب بن خلف المعروف بابن الغطاس من أبناء سوسة ومستوطنيها، وصفه ابن رشيق بأنه شاعر متدرّب، حسن المسلك في اعتدال وقوة، غزير الينبوع، قليل التكلّف والتخلّف، قد جمع الى رقّة المعنى رشاقة اللفظ وقرب المقصد وأورد له ابن رشيق عينات جيّدة من شعره الغزلي الرقيق (ص 231). ويقول ابن رشيق عن عيسى بن ابراهيم القطان «كان شاعرا مشهورا بعيدا من التصنّع لا يكاد يحاوله.. وكان مقيما بسوسة» (ص 381) وقد اجتمع به ابن رشيق وأنشده بعض شعره، قال عنه «ألفاظ طيبة ومعان رائقة». ومن شعراء سوسة الذين درسوا بالقيروان محمد بن الحسين القريشي، وكان شديد الانتقاد على مذهب قدامة بن جعفر في الشعر، وكان يمدح المعز بن باديس (ص 377).