تنسب تسمية البلدة إلى أحد الاولياء الصالحين (سيدي علي بن نصر الله). تعج المدينة بأضرحة اولياء الله الصالحين. وينسب مؤسس المدينة إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل آخر على ثراء المخزون الفكري الذي كان يحمله على عاتقهم هؤلاء الصفوة من المسلمين من خلال نشر العلم الديني في الزوايا التي اقاموها حتى سميت في زمن قريب بقرية القرآن اذ اجتمع فيها من الحفظة ما يناهز الخمسين. وإن الزائر لمدينة نصر الله يلحظ للوهلة الاولى من خلال المعمار القديم والقباب المقامة على الزوايا ان الطابع الاسلامي هو الغالب وهو يستمد جذوره الاسلامية منذ بداية فتح القيروان.والمتفحص لآثار الفسيفساء و بقايا الفخار والعيون الجارية التي مازال البعض منها ينبع بالماء سرعان ما ينسب ذلك إلى العهد الروماني الذي عرف ازدهارا في الهندسة المائية وما احتواء القرية على صهاريج و قنوات تمتد من الجبل على عمق 40 مترا حتى تصل الاراضي الخصبة لقرعة البليدات في هندسة رائعة أدهشت الباحثين المتخصصين، الا دليل على ثراء المنطقة من الناحية التارخية خاصة ان اكبر لوحة فسيفساء في العالم اليوم اكتشفت في هذه البقاع كما ان لوحة (محاسية منيارف) الموجودة اليوم بمتحف سوسة قد اسالت الكثير من الحبر حول علاقة الحضارة الرومانية بالحضارة اليونانية واثارت تساؤولات عديدة يجري البحث على تفسيرها.ورغم ان المسح الاثري لم يطل المنطقة بالشكل المطلوب ليظهر عراقة التاريخ الذي تزخر به والذي من الممكن الاستفادة منه في التنمية الثقافية والسياحية فإن جبال اشراحيل واوديتها تعج بالاحفورات وبقايا الحيوانات البحرية البطيئة كالمحار والرسوبيات دليل آخر على وجود الحياة في احد الحقب الجوراسية المتقدمة كما ان اكتشاف عظام لوحيد القرن والنعام تعود إلى تاريخ بعيد مازال يجري البحث عن كشفه رغم ان وجود الانسان في هذه المنطقة يعود إلى فترة اقل من 50 الف سنة فإن الكثير من الاشارات والدلائل المجمعة من كتب ووثائق تاريخية تجعل السكان اليوم يفتخرون بجذورهم التاريخية والتي من اقربها المساهمة في ثورة علي بن غذاهم حين اجتمع ببرادع جلاص الأربع في زاوية سيدي علي بن نصر الله بعد ان خذله اتباعه وصيغت أول عريضة للباي انذاك تطالب بالغاء الجزية وطرد المماليك واعادة صياغة الدستور الذي جاء على اثره اقدم دستور تونسي هو دستور عهد الامان.