تعد منطقة وادي الخطف في معتمدية قليبية من مناطق الوطن القبلي الهامة من حيث عدد السكان والموقع الجغرافي والعراقة التاريخية والنشاط الفلاحي. فالعراقة التاريخية تمتد من حضارة الرومان الى الحضارة الاسلامية ولعل المغاور البونية في «حاروري» والحمامات الرومانية في جبل بني خنيس خير دليل على ذلك، وقبلها الحضارة البربرية بشقيها البربري المؤصل والنوميدي الحديث، وتنتشر بقاياها في هذه المنطقة من خلال اصول الزيتون والخيول واسماء الملل والمآثر والنفوذ الترابي على غرار اسم المنطقة «وادي الخطف». وقد أجمع المؤرخون على ان هذا الاسم مشتق من اسم المنطقة البربري «تاووند كاطاف» و التاووند اسم الوادي الذي يشقها وغاب منذ سنة 1994 حين بدأ استغلال السد التلي بها لري الاراضي الفلاحية، وكاطاف يعني الارض الخصبة. وتشتهر منطقة «وادي الخطف» منذ زمن قديم بزراعة الحبوب والاعلاف والبقول والزيتون في نشاط الفلاحة التونسية باراضيها الخصبة وانتقلت من جيل الى آخر وتتطور من فترة الى اخرى في تقنيات الاستغلال والاحاطة وتوفير الانتاج. وقد دخلت زراعة الكروم اليها زمن الاستعمار الفرنسي ومعها زراعة التبغ وانتاج وادي الخطف منه يوفر لمصنع التبغ بالقيروان نسبة مهمة من حاجياته باعلى مواصفات الجودة والنوعية، دون التغافل عن دور هذه المنطقة في زراعة الخضر الورقية والتوابل والكاكاوية والفلفل والطماطم والبطاطا. وتمسح أراضيها الفلاحية ما يناهز 4500 هكتار منها حوالي 1000 هكتار مناطق سقوية و1000 هكتار بين الكروم والزيتون والاشجار المثمرة و 500 هكتار تبغ و2000هكتار بين الحبوب والأعلاف والتوابل.