هو شقيق عائشة أم المؤمنين كان من أشجع قريش، حاذق في الرماية لا يخطئ المقصد وهو العليم بموضع السهم من النحر. غزا افريقية مع الفاتحين الاوائل وعنه تعلم البربر كيف تبرى القوس من عيدان السدر، ومتى تقطع في صقيع الشتاء، فتزين بنوارة منسج أو قرن عنزة، زهوا وعدة للجهاد. «الا أن القوة الرمي» حديث شريف.
كان شديدا مع أهل الاهواء والبدع من الخوارج في بداية تعنتهم. اي ارض تقلني وأي سماه تظلني إذا قلت في الكتاب برأيي؟ سبحان من لم يجعل للخلق طريقا اليه، إلا بالعجز عن معرفته ومن وهم انه واصل فليس له حاصل.
كان نصرة للدين يخاطب الملوك بالتشديد، فلما جلس معاوية على المنبر ودعا الى بيعة يزيد قال ساخرا: اذا مات قيصر، كان قيصر آخر مكانه، عندها بعث اليه مائة ألف درهم يستميله بها، فأبى ان يأخذها وهو يقول للمبعوث: لا ابيع ديني بدنياي، وخرج الى مكة فمات بها في نومة نامها قبل ان تتم البيعة.
من أخلاقه أنه كلما رام الرواح الى الدربة بالقوس واصابة المقصد مع اتباعه يكون خاشعا، كرواحه الى المسجد.
عتيق لم تعرف افريقية ارمى يدا منه، وبفضله صار البربري يرسل السهم نحو غايته فيرتطم بالصخرة يقدح منها شررا. ولو أراد بعد التدقيق ان يرمي ما بين أذني ورل لما أخطأ المرمى إذ من قواعد العرب في الرماية ان يراش السهم، اي تركب عليه ريشة صقر. ولما بلغ عائشة رضي ا& عنها موته غادرت المدينة حتى وقفت على قبره ثم قالت: لو حضرتك لدفنتك حيث مت،ولو حضرتك ما بكيتك، فيما ينزف الدمع من أحداقها حرقة واشتياقا.