غياب اللمة في العائلات لإعداد الحلويات وطرق باب كوشة الحي وتقلص عادة احياء الحلويات بالبيوت مقابل اللهفة وراء معروضات فضاءات المرطبات الجاهزة مثّل ابرز مشهد خلال هذه الفترة حيث لا تفصلنا عن عيد الفطر سوى بضعة ايام «الشروق» خرجت للشارع بجهة بنزرت ورصدت كبرى العوامل التي تفسر لجوء التونسي الى التعويل على ماهوجاهز من الأطباق والمعروضات لإحياء الاحتفالات العائلية والدينية... وب«ياحسرة على أيام زمان ... الصحة على قدها ....الأكلات والأطباق السريعة غزت كل شيء وحاضرة بامتياز حتى في المناسبات « بهذه العبارات استهلت الحاجة «محجوبة الغربي» حديثنا معها حول ظاهرة تعويل على ماهوجاهز من الحلويات .... وحيث يكون راس العادة من الحلويات البنزرتية البقلاوة والغريبة والمقروض على حد تعبيرها .وغير بعيد عنها أشارت السيدة « نزيهة الجمني» ربة بيت انه مع محافظة بعض من الأحياء على عادة تحضير الحلوفي الدار بمناسبة خاصة العيد فان الاستهلاك السريع أو«الفاست فود» دفع نحوتلاشي تقليد تحضير أصناف من الحلويات المتعارفة هنا في بنزرت على شاكلة ما دابت عليه الأمهات في الماضي وذلك في حلقات جماعية في الديار وبين الاجوار حيث تفتح البيوت أبوابها مع النصف الثاني من شهر الصيام ...
وفي موقف أخر من المسالة اعتبرت السيدة « زهرة «من منطقة «حفر مر «أن مثل هذه العادات في تحضير الحلويات في المنازل والديار البنزرتية لا يزال قائما رغم المنافسة الشرسة لأصناف حلوالأسواق ...مضيفة انه رغم ضعف اللمة بين العائلات فان عددا من التقاليد ما تزال لاغبار عليها في الجهة وفي احياء كل مناسبة ومنها اعداد العولة من النواصر والرشتة والحلالم و حتى الحلوالتقليدي البنزرتي الاصيل من المقروض ... وان من ابرز الأحياء التي لا تزال محافظة على مثل هذه العادات المدينة العربي .
وبدورها شددت الانسة «عزيزة» من منطقة سكمة ان تقليد احياء مثل هذه العادات الأخذة في التلاشي متواصل خاصة بالاحياء الشعبية منها وذلك بدرجات متفاوتة متوقفة عند تبدل في طبيعة العادات الغذائية للتونسي حيث اضحى معولا بدرجة مهولة على ما يعرض بالسوق رغم اختلاف الجودة والنكهة ...وأضافت ان تغير طبيعة العلاقات والروابط الاجتماعية عوامل أخرى .. اما السيدة «يسرى المثلوثي» موظفة فلاحظت أن عوامل عديدة متداخلة قد تفسر ظاهرة الانصراف الى ما يعرض بالأسواق حتى في المناسبات من العائلات مضيفة في الأثناء أنها غالبا ما تقتني أصنافا من الحلويات من المحلات وفضاءات المرطبات الجاهزة والبعض الاخر من الانواع تعده في المنزل وذلك نظرا لعامل توفر حيز من الوقت الحر وضغوط الحياة اليومية والمعيشة ..
موقف طريف عبر عنه بعض من شاركنا الريبورتاج من أهالينا وأمهاتنا بخصوص رغبة التونسي في ما هوجاهز واتسامه بالخمول لاسيما إزاء طبيعة توزع الإقامة والسكنى و العلاقات المضطربة أحيانا مابين «الحماة والكنة» على وجه الخصوص مقابل هذا الجدل تفتح عدد من البيوت في أحياء من المدينة أبوابها بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات لإعداد الحلوالدياري البنزرتي من بشكوطو... ومنها على حد قول الحاجة:» صليحة نكيس «بمنطقة باب ماطر وذلك وسط انتصاب عائلات صفاقسية أخرى من نابل بمنازل تخصص لإعداد أصناف من الحلويات لطالبيها .. وبين هذا وذاك تنتشر في أروقة المدينة بدورها محلات لبيع وصنع الحلويات شعارها اختصاص شرقي والأخر تونسي وبنزرتي.