قام حرفيو وتجار الصناعات التقليدية في المدينة العتيقة بالحمامات في فيفري الماضي بوقفة احتجاجية أمام سور المدينة إلا أنهم إلى اليوم يشتكون من نفس المشاكل المتمثلة في تهميش القطاع والغياب الأمني الذي يجعلهم في خوف مستمر. وأكّد لنا العديد منهم تزايد ظاهرة الرشوة والسمسرة التي استفحلت بعد الثورة متهمين أطرافا ثلاثة وهي: الأمن السياحي و«البزناسة» من ذوي السوابق العدليّة وأصحاب سيارات الأجرة حيث يتدخل «البزناسة» حسب ادعائهم لمنع السائح من دخول المدينة العتيقة بتوجيهه إلى إحدى الفنادق التي تبيع الصناعات التقليدية على مرأى ومسمع من رجال الأمن الذين لا يحرّكون ساكنا. هذه الممارسات شوهت السياحة وجعلت نسبة اقبال السيّاح على زيارة المدينة العتيقة والتسوق منها في تراجع مستمر فتعمّقت معاناة هؤلاء التجار وزاد كساد بضاعتهم ما جعلهم في ضيق مستمر. أما السائح فأصبح يشتكي بدوره من المضايقات والملاحقات التي يقوم بها «البزناسة» إذ يتعرّض في العديد من المرات إلى السرقة. ويضيف أحد التجار «الغريب أنه عادة ما تحفظ الأبحاث التي تقدّم في هذا الشأن». لذلك يطلق هؤلاء التجار والحرفيون بالحمامات صيحة فزع لتنبيه السلط المعنية من تواصل هذه الممارسات التي تخرّب قطاع الصناعات التقليدية والقطاع السياحي بصفة عامة وينبّهون إلى المشاكل الحقيقة التي يعانون منها وإلى خطورة هذه الوضعية وتأثيرها السلبي على القطاع السياحي عموما وطالبوا بإلحاح بتوفير وحدة أمنية قارة 24/24 لحمايتهم وقد اتصلنا بمسؤول أمني للرد على هذه التشكيات والإتهامات إلا أنه رفض الإدلاء بأي تصريح.